ذات ليل
ذَاتَ لَيْلِ
كَانَتْ حُورِيَّتِي تُدَاعِبُ ضَفَائِرَ شَعْرِهَا التُّوتِيّ
تَحْتَ زَخَّاتِ الْمَطَرْ
عَلَى جَنَبَاتِ وَادِي قَرْيَتِنَا الصَّغِيرَةِ
فَبَهُتَ لِنُورِهَا ضَوْءُ الْقَمَرْ
وَتَهَاوَتْ نُجُومُ لَيْلِي بَيْنَ كَفَّيْهَا
وَالْبَدْرُ ذَاكَ عَنْ الظُّهُورِ قَدْ إعْتَذَرْ
وَأَنَا خَلْفَ جِدَارٍ أَحْلَامِي
تَارَاتٌ أَشْتَمُ طِيبَ عِطْرِهَا الْوَرْدِيِّ
وَتَارَاتٌ أَحْبِسُ أَنْفَاسِي
لِأَخْتَلِسَ مِنْ حُسْنِهَا النَّظَرْ
أَمَا عَلِمْتِ يَا حُورِيَتِي
إنّي بَنَيْتُ لَكِ فِي مَمْلَكَتِي عَرْشًا
أَنْتِ فِيهِ مَنْ نَهَى
وَأنْتِ فِيهِ مَنْ أَمَرْ ؟
أَتَعْلَمِينَ يَا فَاتِنَتِي
اني نقشت عليه اسمك بدمع عيني
حتى ضاع مني البصر
ورسمت ملامح طيفك القمري
على لوحات قلبي
وانا الذي ما نلت منك النظر
اتعلمين يا حوريتي
انا الذي كتبت في خربشاتي اسمك الزاهي
بدل القوافي
فانتحرت قصائدي وغاب عني الشعر
انا من سميت "حورية" كل مقتنياتي
و مزقت مشاعري وكذا كل الصور
انا الذي فرت مني كل ذكرى
الا ذكراك
و خاصمت ايامي
بل و حتى القدر.
اني بنيت لاحلامي بدل الجدار
جُدُرْ ؟