رسالة من فتاة إلى أمها المقيدة في الحصار
أمي أكتب والأرض لن تسعني وقلبي ينزف دمآ وشلال الدموع من عيني ينهمر يبلل الثياب
وأصبح جنوني بين الخيال والعدم وياقرة عيني لم ترض بالابتعاد عني يومآ كنت معي في وحدتي كي أبقى بجانبك ألعب وألهو وأحكي وأضحك
الآن وأنت في الأسر أسرع لأقبل صورتك التي أضمها إلى احضاني أصرخ وأنادي
أمي لن تهدأ صرخاتي وتنام أنفاسي إلا بعودتك حتى أتلو عليكي من آيات الحفظ والإيمان
الآن أن قوائمي خائرة تنهار إلى الأرض أصلي لله وأطيل السجود متضرعة له أن يرحم حالتي ليفك أسرك
أماه ماشكوت ماشكوت يومآ من سهر الليالي وتعب الأيام إلا في غيابك ولم يشغل خاطري وقلق منامي ووهن عافيتي إلا في غيابك
أماه لاتقولي لي لا تحزني فالحزن جرح كبدي ومزق ثيابي ولاتقولي إنك هرمتي والشيب اعتلى رأسك ورسم الزمان تجاعيده
ولكن عودي لي فإن الحنان منك هو الدواء والاحتواء أماه لا حيلتي إلا أن أرسل لكي شكري وعرفاني لأحبك الحب الذي جمعنا والدم الذي يجري في عروقنا وعشرات السنين التي طالت واقتسمناها
أمي أناشدك الله بأن لا تتمني الموت وأنت في الأسر مكبلة ليس لكي إلا الله لأن موتك يجعل نهايتي
أماه لا ولن ترحلي سأقطع المسافات وأدميتي القلب والعين كي جسدي يصل إليك لأضمك من جديد إلى صدري وأطلب فداكي بنفسي
أماه إذا جيشنا البطل حال دون الهدف لاسمح الله فلا تظني به الظنون وإذا المسؤولية تخلت عن واجباتها وهذه ليست من صفات الأسود سأدعو الله يأخذ ودعيته ويقبض روحي
وما لكي يا أماه إلا الله فهو أحن مني إليكي وهو الباقي لكي بعد فراقي وليذكر من وضعوا القيد في معصمك أليس لهم أمهات أنجبتهم .