" عشق النوارس "
من ذا على ألم الفراق يقدرُ
تتفتتُ الذكرى الحرون بمهجتي
وأنين قلبي باختلاجٍ يعصرُ
وكالذين رأوك بدرا بالدجى
بصروا بعشقٍ سعيهم لا يزهرُ
علمي بأنك لبوةٌ وأسيرة
لكنه الحب الذي لا يغفرُ
ألم المخاض ظاهرٌ بعطوفكِ
ومداد صبري في مداه يقصر
أدري بكبوٍ للأصيلِ إذا سجا
وله على مرِّ الزمان تعثرُ
أوهكذا العشقُ يبان بجذوه
في القلب يخبو تارةَ أو يظهرُ
ظمآن أدنو من أغادير الهوى
فعلاجيَّ الموت الذي لا يحذرُ
موج الحنين والنوارس رفرفت
وجناحها من لهفتي تتكسرُ
أوَلَيِكِ من قلبي ومافاض النوى
فالعشق بعد مرارةٍ هو أقدرُ
ولقد أَمِلتُ بأن تماهي غايتي
أمسي بفرحٍ والصباح يثمرُ
لكنه بالمستحيل لنلتقي
حلمي أراكِ أنجماً تتحررُ
أخشى بأنكِ في اللواعج بينما
أهْلوكِ باتوا ناصرٌ أو منكرُ
يا ريم كفي عن مناجات الهوى
فلمثلنا قحطٌ ولا هي تمطرُ
وخذي بأعناق المباحاتِ التي
قضمتْ بقلبي عصبةٌ لا تنصرُ
لو تعرفي يا فتنتي ماذا أرى
طيف السراب والمسيرُ يهدرُ
وكأنَّني جافيت كل مسالكي
من فرط ما بي هائماً، يتفكرُ
ولتغفري ياديمتي وتبصَّْري
فالعرف وصبٌ، واللقاءُ مقفكرُ
مباح سوريانا
**