أنشودة الموتى
يقتاتُ الخرابُ على جسدي
يتوغَّلُ في أرجاءِ أحلامي
يندسُّ تحتَ لِحافي
ويُداعبُ احتضاري
يعمِّرُ مساحاتٍ شاسعةً
من عذابي
يجري الخرابُ في دمي
يتدفَّقُ في نسلي
ينحدرُ من سُلالتي
لآخِرِ نُطفةٍ منْ ضحكتي
يعرش في قصائدي
عناقيدَ غُبارٍ واختناقٍ
يكتظُّ في أُفُقي
يتكدَّسُ على أعتابي
يتكوَّمُ فوق أجنحتي
يُعبِّئُ مهجتي بالفَناءِ
يعتلي أمواجي
يتوضّأُ من دمعتي
وينامُ على زندي
يسكنُني الخرابُ منْ محيطي
إلى خليجي
ينبُعُ منْ صحارى الرّوحِ
يشقُّ دروبَ التَّخثُرِ
يقفِزُ أمام غيابي
الخرابُ فوَّهَةُ كلامي
نافذةُ حُطامي
أيادي أصدقائي
بسمةُ حبيبتي
عُصارةُ لهفتي
شغَفُ اْنهزامي
ركنُ معبدي
شفقُ تعثُّري
بابُ حضارتي
رميمُ صعودي
وخارطةُ انتحاري
هو ماءُ الشَّجرِ
هو ثمرُ الحرمانِ
هو ضوءُ الظلامِ
هو سُلّمُ النِّهايةِ
هو شهقةُ البدايةِ
ووطنُ المنفى
هو نشيدُ القبرِ
وأنشودةُ الموتى الطّامحينَ
بالعودةِ لحضنِ الوطنِ
**