أنا هي الحياة!
هل تعلمون أنَّ سُلُّماً خفياً مُعلَّقاً
بالهواء يوصِل الأرض بالسماء !
هل تعرفون أنني وجدتُ هذه
الدرجات وأنا أقتفي
أثير مجد الإيمان !
وقفَتْ الحياة أمام الخلود
تُخاطِب ذرَّات البقاء وهي تبدو
وكأنَّها كتلة من جمال وحبور :
— أنا باقية لأني يقظة الوجود.
نور الشمس يحرسني.
أمواج البحر تحتويني.
أفلاك الليل تستوعبني.
الفضاء يولِدني ويُولِد
كل فصولي.
أنا العُمق والأماني والآمال.
أنا عجائب الدهر بِعُمقه وعلُّوه.
أنا باقية طالما الزمن يعانق الخلود.
وطالما الوجود باقٍ بوجودية
الوجود والإنسان موجود.
أُصافح في كل ثانية
أرواح الدنيا وأفكارها .
أنا هي الحياة أترنَّح في
غيبوبة الإنسان أجعله
يرتعش . يبكي. يفرح.
يكتئِب . يتعلَّم. يتحقق
يتأمل . يسمع. ويشعُر.
ينصت الى حقيقتي ولا
يتنكَّر لِنفسِه.
أُخاطبكِ أيتها الحياة
دعي كُلِّ أنسان يجِدُ
سُلُّمكِ الخفي الذي
يوصل الليل بالنهار.
والأرض بالسماء.
ارغب أن أكون زائرك ربما أطالُ
بيقيني وحِكمتك بوابة السماء
ورِضى مَنْ أوجَد الكَون والكيان.
قالت لي الحياة بعد أن أمعَنَتْ
بِعُمقي بإحساسي بوجوديتي :
— قومي يا ابنةَ النور
نَبِّهي الغافل لِيعقَل ويصحو!
أعطِ الجائع من غذاء الدين
والمأكل اليسير لِيُشبِعَ روحه
والجسد النحيل .
اسقِ السائل عن نبعٍ أو غدير
دعيه يشعر بِماءِ السلسبيل.
وإنْ سألكِ عن الإدراك واليقين
اعطيك أنا القُدرة على مخاطبة
كل الأرواح العطشى
للمعرفة وللعقل المنير .
سيري في اليقظة لتتحوَّل أحلام
الحالمين الى ضمير كُلِّي سرمدي
لا يعرف غير الصِدق والطِيب.
عندئذٍ يلمِس الإنسان
بيد المعرفة كل جمال.
وبالقناعة يشعر بِروحِ الإيمان !
**