أسطورة الحسن
خطت على كبدي لغرامها قدرا
و أوجدت بي هواها زاخر وفٍرا
ألقت على نظري لفتونه صور
من الجمال بألوان له حضرا
و استوقفتني على حر الجوى أبدا
بعشقها و الهوى وقتي وما انتقرا
عشق غرام هيام لست أبرحه
حتى تفارق جسمي الروح بالقدرا
قرأتها في خيال الشعر فاتنة
و كان بعض خيال وصفها ذكرا
كم كان يكتب عنها قيس خاطره
عن الجمال صفات مالها أثرا
وكان يكتب ابن الحجر وابن ابي
ربيعة و جميل أخبر الخبرا
و طرفة و جرير في تغزله
بها تغزل و الأعشى بالشعراء
تناولوا وصفها في كل أزمنة
تنبؤ الشعر في أوصافها صدرا
و حين صادفتها في عصر حاضرنا
عرفت أن بها ما قيل بالأثرا
قابلتها في صنوف الحسن جامعة
من الفتون فصول للجمال ترى
و عابق الحسن فواح بها و لها
عبيره في صنوف الزهر منتشرا
فذبت مثل جليد حين مقلتها
ألقت على مهجتي من طرفها نظرا
فما أزحت هواها من تواجده
بعمق روحي بروحي كونه ظهرا
و ما أتاني مساء لاح من ظلم
إلا لها لاح وجه لي كما القمرا
و ما انهزام الليالي من دياجرها
إلا اتقاء ضياء جبينها سفرا
و ما الغمام سوى احساسها نثرت
دخانه صاعد من جوها قطرا
و ما الربيع سوى أصداء فتنتها
و كوننا من شذى أنفاسها عطرا
لها اكاليل كل الحسن قد صنعت
و توجت من انيق الحسن بالدررا
لها ابتسام إذا سُلّتّ ملامحه
تراقص السعد من ألوانه حضرا
مليكة الدل مولاة الحسان على
عرش الجمال مقام شاهق وقرا
توزعت في عيون الخلق فتنتها
و حسنها لعباد الله قد سحرا
و خٍيطٓ من خٓيط شمس دفئها ولها
كواكب حولها و الشمس و القمرا
إن الجمال محال مثلها عُرٍفت
له منازل بالألوان و الصورا
**