لا أحد يُطفئ ما أنارَهُ الله
سمعتُ وَقعَ المَطر على أوراق الشجر ..
كان الربيع يُزهِرُ في نُسغِ شرايينِها !
ترانيمُ الجداول بين تلك التلال
البعيدة الجارية على بِساط من
الحِجارة الصغيرة المُلًونة بِنقيق
ضفادع الليل تنتقل
من حافة الى أخرى .
حتى اني سمعتُ سقوط الثلج
وصدى وَقعِه على روؤس
الجبال العالية .
وضربَ الريحُ أمواج أمسي
وحذفَ الى الشاطئ
حكايات يومي وغدي
وكانت الحكايات
ملفوفة بِمِزمارٍ
أعاد الى ذاكرتي
ناي الراعي العجوز
في ساحة قريتي
الوديعة بين تلك
الحقول والروابي !
مددتُ يدي الى العُلى
ترنّمَتْ السماءُ والأرضُ
وعاد السلامُ الى روحي ..
يا قلبي !
يا سيد الرغبات
الصامتة النقية !!
يا صديق الشِعر والشعراء !
قَلبُ الدنيا يخفقُ مع نبضي !!
والعالم يُصغي الى صوتي
وهو يُخاطبُ سيد النور
الذي يقطنُ روحي وسمائي ..
أيها السيد !
أيها القلب السماوي !
يا ربي !
انك ترى سهام الجِراح
ودواء العلّة ،،
حَوَّل انسانيتنا المريضة
الى قداديس وترانيم
وشوق وحنين الى
انسانية مُتناهية
ترى .. تسمع .. تشعر ..
تتذوّق ..لتحيا
مع النور في النور
أجابني القلب الكبير
المليء بالرحمة :
اجلسوا أمام نور الشمس
تأمَّلوا النجوم والقمر كيف
تنير دروب البشر في حلكة الليالي
أبسِطوا أياديكم واغرفوا من
صحن الفضاء ما تتمنون
من صلاة ونعيم ،،
فهو واسع وشاسع وفيه
ما يكفي الملايين ويفيض.
دعوا بصيرتكم ترى قبل بصرِكم
وأرواحكم تشمُّ رائحة العطور
والبخور قبل أنوفِكم !
امنحوا محبتكم
بِتصرفاتِكم ومُعامَلتِكم
قبل ان تلمسوها بِحواسِكم .!
استمعوا الى قصائدِ شاعِرَ الحُبّ
والصلاة وافهموا الحرفَ
والمعنى وثابروا بالعطاء قبل ان
تسمعَ أذانكم أصوات
مَطامعكم الدنيوية .
أغرفوا من كنز السخاء والكَرَم
واطعِموا مَن ليس لديه طعام
واكسُوا مَن بحاجة لِثوبٍ وحِذاء
واسقوا العُطاشى ماءً نقياً
واكسير حياة ،..
عندئذ يرتسِمُ على جبينكم
وَشمَ النور الأبدي
**