أحيا في كهفٍ من نور !
أنثُرُ شُعاعه في القلوب
العطشى لِصباح النور .
هل تدري أنَّ في الكهف
نغماً يعزف مقاييس السنين
وموازين أحلامي الشِعرية. !
على الأرض حياة فيها روح وكيان
ضَعف وسَقَم . عالَمَ صامت ،
قلوب فارغة . ومن ناحية أخرى
مشاعر محترقة وشمس خافتة
تستمد النور من كهوف
النور الحالمة.
وهناك عرائس النيل منها تولَدُ
من جديد مع فِكر الأيام تُراقص
دقائق الأثير تنحني فوق شِفاه بحرِها
ثم تعاود الغَوص
في جوف الإستشهاد .
هناك الإنسان الضعيف يطلُب
الشجاعة من نور الكلمة ويُسلِّط
السيف على احساسِه كأنه قيثارة
تعزف آلامه وشجونه على وتر
الأمل الضائع. والإنسان يحلم
تسير روحه في بحور رغباته.
ينام على سرير تأوّهاته .
بعضٌ من الإنسانية
تتغلَّب على ما
يُضنيها وتُفسِّرهُ في
كلمات وحروف نارية .
والبعض الآخر يحوي
ذاته بِعبادة
ذاتية للقوة الخفية .
في كهفي النوراني
هناك حمامة تُحلِّق مُرفرفة
بِجناحيها تترقَّب
سِهام النور لتأخذ طريقها الى
فضاء الإنشاد والحُرية،
مع أنَّها قادرة على التحليق في
مجرَّة اللانهاية .
فَ يا أيها الكهف
الذي أحيا في نوره
جعلتني أرى الزهور
تتساقط من السماء
بدل المطر .
لهيبُ المحبة يتبرَّد
من أنفاس الأزل.
فِكري أرسلتُه في الريح
لِيوقظ عقول البشر .
شِفاهي ترجف ليس خَوفاً
بل من غاية الغِبطة التي
سأوزعها على كَوكَب الأمل.
سأُوقِظُ غفلة القارئ وأدعوه
الى صحوة كهف الحياة
والنور لِتنسج يداه ثَوباً من
خيوط النور لِنفسه الحالمة.
وها هي أصابعي الشِعرية تسكب
قوالب الحروف على أمواج الهواء.
وأدعو كل انسان أن يحيا
في كهفٍ من نور ولِيترك أشباح ليله
نائمة راقدة في عينيه الغافية.
ما أجمل النور حيثما كان !
في كهف أو سماء
في أرض أو في بِحار
المهم أن ينبع من قُدسِ أقداس
الذات ويحيا في القلب والروح
الى ما لانهاية.
**