recent
أخبار ساخنة

سامحيني

الحجم
محتويات المقال

 سامحيني


سامِحينى..إنْ أنا يوماً..
خَرَجتُ..وما عُدتُ إليكِ
ثَانِيةً .. يا سِنِينِى
وانسِى..يوماً فيهِ التَقينا
وانسى عهداً..كان بيننا
وانسِينِى..
لَنْ أحتَسِى..مِنْ مَدَامِعِى
وﻻالهَوا آمِرٌ..فَعِلَتِى
ﻻتَحتَوِينِى..
وﻻالليلُ كَأسٌ..بِيَدِى
يَدُورُ رأسِى..إن لَم
تَرفَعَهُ .. يَمِينِى..
هُنا التَقَينَا..ذَاتَ مَرَةٍ
بِأشواقٍ..وهَامَت ْروحِى
وهَاجَ .. حَنِينِى..
وتِلكَ الورودُ..مُبَعثَرَةٌ
فى بُستانِها..كأنَها أسحارٌ
تَنَادِينِى..
ومَوجُ النَهرِ.. نَاىٌ
على مَسَامِعِى..وخَرِيرُ الماءِ
حَولِى..أنفَاس ٌ تُحيينِى..
وأنتِ جالِسَةٌ..أمامِى كأنَكِ
مَلَاكٌ..فَاقَ حُسنُهُ
مَدَى عينَى..
أرَى الوجُودُ..قَد جَادَ
بِأبهَى صورةٍ..وأتَت ْالمحاسِنُ
تُبارِينى..
وفَرَادِيسٌ خُضرٌ.. تَحتَنا
كأنَهَا سَجَاجِيدٌ..جَاءَت ْ
مِنَ الصينِ..
وَتَدَلَت ْالأغصَانُ..مُعَطَرَةٌ
نَرجَس ٌوفُل ٌ..وياسِمِينِى
وموسِيقَى..صَوتُكِ العَذبِ
الرَطِب ْﻻتَكادُ..تُبَارِحُ سُكُونِى
_قَصَاصَةُ وَرَقٍ..تَطايَرَت ْ
وحَطَت ْبَينَنا.. فَكَانَت
عَهدَاً.. بَينَكِ وبَينِى
وَنَسمَةٌ هَبَت ْ..فَرَمَت ْ
بِخَصلَتَينِ..مِنْ شَعرِكِ
عَلى صَدرِى..وجَبِينِى
وَكَفِى وَضَعتُهَا..فَطَابَقَت ْ
كَفُكِ..فَانتَبَهنا وَرُحتِ تسألينى
مَاذَا دَهَانَا؟..فَمَسَكنَا
الأشواقَ..وَشَدَدنَا وِثَاقُهَا!
فَلا تَأوِيكِى..وﻻتأوِينى..
وهَكَذَا..تُهتُ فى دُنياكِى
وَسَلَمتُ..قَلبِى لِيَدَاكِى..
فَلا تَدَعِيهِ..بِلا دَوَاكِى..
فَأشوَاقُ قَلبِى..تَكوينِى
فَأنتِ فرحِى..وأنتِ
جُرحِى.. وأنِينِى..
_بَعدَ عَامَينِ..أرَاكِى
تَبَدَلتِى..وَتَغَيَرتِى وصرتِ
كَرَمَادٍ.. طارَ مِنْ بَينِ
أحضَانِى..
وَأرَاكِى.. بِلا نُفُوذٍ
فِيكِى..عَهَدتُهُ وكَرِياحٍ
حَطَت ْ..تَجهَلُ عَنَاوِينِى
وصَارَ الجَفَا..وَتِيرَةٌ مِنكِ
وَتَجَاهُلٍ مِنكِ..لِكُلِ أوطانِى..
أما ظمئتى ..
أما ظَمِئتى!..مَرَةً لِنَبعٍ
طالَما .. رَوَاكِى؟
أما اشتقتى
أما اشتَقتى..لِساعِدٍ
طالَما .. طَواكِى؟
وَما عُدتِى ..تَأتِنِى
أو تَسألِى..عنى أو
تَسألِينِى..
لَنْ أقسُو..عَليكِ مَلامَةً
ولا عِتابا..
ولَنْ أشرَعَ..لليأسِ بَابا
حَتَى التُرَابُ..يوارِينِى
ولَنْ أكُونُ..مَحضَ لُعبَةٌ
بينَ أصَابِعُكِ..حَتَى التُرَابُ
يُوارِينِى..
لكنَنِى أتَعَجَبُ..أكُنتِ تَخدَعِينى؟!
أم كُنتِ.. تُحاوِلِى أن ْتقتُلينى..؟!
_يامَعشَرَ النِساءِ..عَجَباً لَكُنَ!
عَبِيرُ الوردِ..ونَصلُ خِنجَرٍ
دَفِينِ..
لِسانٌ يَقطُرُ..سُكَرَاً
مِنْ مَعسُولِهِ..بِحَدِيِثِهِ
تَمَلَكتِينِى..
_أيكُونُ صَوبَ..قَنَاصٍ
مَاهِرٍ..طَائرٌ يَقِفُ مُستَكِينِ؟
ويَكُونُ لِلجَلادِ..ظُلمَةً
فَأمنَحَهُ..شمُوعى وسكَاكِينِى!؟
عَجَبٌ لَكِ.. ما تَفعَلِى
وعَجَبُ العَجَب..إذا كَانَ
يَقِينِى..
أنِى أبَدَاً..لَنْ أنتَهى
وأنَنى..أنسُجُ الأمَل َ
فى البَرَاكِينِ..
وَأنِىَ قَلبٌ نابِضٌ..
مَهما حَاوَلتِى..أن تَقتُلِينِى
فَلا وَلَن ْ..تَقهَرِينِى
حبِيبَتى.. ياسِنينِى
فَسَامِحِينِى
**

بقلم الشاعر / شوقى طوﻻن

google-playkhamsatmostaqltradent