ابتسِمْ بالله عليك !
مرَّتْ الأيام آخِذةً بِأذيال الليالي
تمرُّ الساعات تدقُّ بِدقائقها
ثواني اللحظات ويتصاعد من
غصَّتي تنهيدة القلب العميق
بِخوالِجِه والعالي بِنَبَض فلسفته.
شعرتُ بقلبي مذبحاً طاهِراً للأيام
وروحي هيكلاً عالياً ، فقدَّسَني
فردَوس جوهر الذات.
تلألأتْ عيوني بالدموع مع أنَّ
وجهي يراودهُ الإبتسام المذبوح
على رقائق شِفاهي ..
وصحنُ مذبح الأحلام يقدم
لِنُخبَةِ فِكري حناناً عميقاً يوصِلُني
بِعاطفة طاهرة تُغلِّف قلبي
الصغير وتنير عقلي
وتزيد من حِكمة التفكير ،
تجعل نفسي مُنعتِقة
من عبودية المادة .
عُدتُ الى صباحي لِأتعلَّم من
الأزهار في كل يوم أن أبتسمَ
حتى مجئ صباحٍ ثاني .
قُبَيل بزوغ الشمس
جلستُ على دفة أفكاري
أُناجي أعماق الحقائق .
أحاكي الإنسان وأسأله عن
ذاته العميقة والعالية !
ردَّ عليَّ صديقي :
أنا حزين يا ابنة الصفاء!
أنتظر أن يتنهد لي نسيمٌ لطيف
بين أشجار الحياة.
أذرف كل يوم أرطالاً من الدموع
أسأل الله أن يتحوَّلَ البُكاء
الى أزهار جميلة تُحييني
بِرحيقِها الأبدي .
أسمع نشيد الطيور
أعتقد أنه نشيد
الندب الصباحي ،
غريبٌ أنا
في نفسي ولكن هل
عندك ما يُريح
سريرتي علَّ القَدر
يُنصِفُني ؟
أجَبتُ عُمق الإنسان
من أعالي عُمقي :
أيها الإنسان!
لا تقف أمام الصباح
عارياً من النور!
لا تندُب .. فالموت يتبعنا
أينما سِرنا أو تواجدنا !
لا تبكي ..
فالبُكاء لا يحلُّ أمراً !
لا تنوح قرب الينبوع طالما
تستطيع أن تغرُفَ من جوفه
ماءً نقية.
استَمِع الى نشيد الطيور
فهي تعرف طريقها وتحليقها
في المدى الوسيع.
عند المساء حاول أن توزِّع
نور القناعة على ذاتك
الظامئة للإكتفاء .
عند الظهيرة اقترِبْ من
عصفور الجنة وسلِّم
على يده الصغيرة
ترى كسرة الخُبز تنحدر
من عُلياء سمائه في فمك
.. وتَقنَعْ ..
كُنْ مُتفائلاً ليبق العلوّ
عميقا بِعطاياه ..
والعميق مُتسامياً
بِما أغدقَ عليه
من معرفة وجمال .
والحقيقة يا عزيزي الإنسان
سوف تحرقُ الحقيقة غشاء
دموعك الذي يحجُبَ ابتسامتك
فابتَسِم بالله عليك
ابتَسِمْ !!!!
**