شـوقـي ينـادينـي
جـاءَتْ تُعَـاتِبُنـي تَـرْجُـو تُـراضيني قـالتْ أحِبُّـكَ طُــولَ الوَقْـتِ تُظْمينِـي
أظَــلُّ أسْهَـــرُ لا نَـــوْمٌ يُــراوِدُنِـي وَلا نُعــاسٌ يَـــزُور العَـيْــنَ يُغْفيني
حتَّـى أرِقْــتُ وَكَـــادَ السُّهْـــدُ يَقْتُلُنِي وَأنْــتَ لاهٍ وَلا تَـأتِــي تُــواسينِـي
لَواعِجُ الشَّوقِ قـد أضنَتْ نَوَى كَبِدي يَـا لَيْـتَ تُـدْرِكُ مَـا يُضْني وَيُشجينِي
مـا بـالُ قلبِـكَ جـافــاني وَيَجْـرَحُنِـي حُزْنِي وَجرْحِي بحجْمِ الكوْنِ يُبكينِي
مـاذا جَنَـيْـتُ لِكَـيْ تَـأْبِـى مُحـادَثَتِـي تَأْبَـى التَّصَالُـحَ عَـن عَـمْــدٍ فَتُؤْذيني
كَــأَنَّ قلْبَـــكَ مَجْبُـــول عَـلَى صَمَـمٍ وَكَـانَ مِـنْ قَـبْــل بالإحسـانِ يُدْنينِي
كَـأنَّـهُ قُـــدَّ مِـن صَخْــرٍ بِـلا عَصَبٍ بِـــلا عَـواطِـــفَ تُبْديهَـــا تُواسـينِـي
مَـا بَـالُــهُ قــد جَفَـا قـلـبي يُـعَـذّبُنِـي عَمْـــدا وَقلبـي أراهُ فيــكَ يَعصيـنِـي
بَيْنِـي وَبَيْنَـكَ عهـــدٌ ظَــلَّ يَـرْبِطُـنَـــا وَمِـنْ قَـــرارَةِ أعمَـاقِــي يُـنَــاديـنِــي
مَـا خُنْتُــهُ أبَــــدَاً دَوْمَــاً مُحَــافِــظَــةً عَلَـيــهِ مـا زالَ مَـوْصُـولاً يُنَـاجيـنِـي
حَسِـبْتُ أنَّــكَ عَــنْ طِيـبٍ تُسَـامِحُنِـي تَعْلُـو عَـلَى نَـزَقِي عـقْـلاً وَعَـن ديـنِ
وَكُنْـتُ أحسِبُ أنْ تَـاْتِــي لِـتَأخُــذَنِــي وَتِمْسَحُ الـدَّمْعَ مِـنْ عَيْنِي تُــداويـنِي
تُضَمِّـدُ الجـرحَ مِـنْ نَـزْفٍ وَمِـنْ ألَــمٍ فالقُــرْبُ مِنْــك يُعـأفــينِـي وَيَشفينـِي
سأكْتـُمُ الجُـرحَ مَحمولاً عَـلَـى عَـتَـبٍ مَـعْ أنَّ جَـرْحِـي بِجَمْـرِ الآهِ يَكْـويـنِي
إنْ كُـنْـتُ مُـذْنِـبَـةً فالصَّـفْـحُ أنْتَ لَــهُ لَـمْ آتِ ذَنْـبَـاً فَفـيـمَ الهَجْـرُ يَعْـرُونِـي
آثَـرْتَ هَجْـرَكَ لـي لا لست مكتـرِثٍ بِمَـــا يُـــؤَرّق أيَّــامِــي وَيُضْـنـيـنِــي
لِـمْ أنْـتَ تَصْمِـتُ لا تَـأْبَــهْ لِمُعْضِلَتِـي خَيَّـبْــتَ ظَنِّـي وَمَـا أجْــدَتْ قَـرابينِـي
تَظَـلُّ تَغْبُــنُ قلبـي عَـنْـــكَ تُبْعِـــــدُني أيْــنَ الـوِدادُ الَّــذي كُـنْـــتَ تُصْفْينِـي
يَــا مَـنْ قَضَـيْتُ لَيالي العُـمْرِ أمْنَحُـهُ حُبِّـي بِــلا كَــدَرٍ قـــد كانَ يَعْـنـيـنِـي
فَبَعْــدَ عَـشْـرَةِ أعــوام وُسِمْــتُ بِهَــا كَـأَسْعَـدِ امْـرَاَةٍ ضَـاعَـتْ مَضَـاميـنِي
أهـكّـــذا يَنْتَهـي مـا كـــانَ يَـرْبِطُنـــا وَيَنْتَهـي الحُـلــمُ والأيَّــــامُ تُبْكـيـنِـي
أسْلَمْتُ أمْري لِمنْ أوْكَلْتُ مُشكِلَتي فَهْــوَ العَليـــمُ بـأحــوالِي وَيَحْميـنِـي
**