بين الأمس واليوم !
سِرتُ أترنَّح في الدنيا
أُردد كلماتٍ من عُمقٍ يهذي
ضحكَ البشر من تمتماتي
قلتُ للوجود:
مشيتُ في طريقي شاعرةً
أنني غنية بِسعادتي
وكان الإنسان يحسدني!
سِرتُ اليوم فقيرة بِمالي
فأصبح الإنسان يضحك
ويبكي في داخلي.
لا السعادة ولا الحزن
لهما دوام
ولا الغِنى والفقر لهُما نهاية.
وتبقى المادة تقودنا
الى مغاور الجَهلِ ..
سمعتُ الإنسان النادم
التائب عن أخطائه يسأل
هدا السؤال :
مَن يأخذ مني جواهري
ويعطيني لحظات محبة وحنين
عناقٌ دافئ بالطهارة والنعيم!!
وسمعتُ إنساناً آخر يتمنى:
أريد أن أشتري فِكراً جميلاً مُقنعاً .
أبحث عن مَن يعطيني عيوناً
ترى الجمال وآيات البهاء
وليأخُذَ خزائني وكل أموالي
في بنوك عُمري.
ثم رأيتُ نفسي تقف
بين الأمس واليوم مرددة:
أنا مجد الطبيعة
أنا ألوهية الحياة
أنا الحُبّ وخمر نديمِه
أنا القمر بنوره .
انا مَن يُنشد للأمس
أغنية التمنّي
ولليوم لحن الأمل الذي
لا أبيعه ولا أشتريه
الا مِن عُمقي لِ عُمقي.
كنتُ بالأمس غنية بِقناعتي.
اليوم أنا أغنى بِإكتفائي .
وغداً إنْ أطال الله في فُسحَتي
سأزداد غِنى بِمحبتي وإيماني .
**