رحلة قتيل
لا أثرَ لي في المكان
عانقتني وبكيتْ
وفي المساء
تركتُ سريري الذي ملَّ تقلباتي
رأسي على يدي
وسترتي السوداء مرمية
سحقاً
يا لها من مسافةٍ تلكَ التي سأقطعها
لأصلَ إليك
تبا لك بل لي تبا
إبريق الماء قربي
أخذته
رشقت قليلا من ماء على وجهي
ووقفت
رجلا غريبا في المراة
شعرا هاربا من ممشطة
وقارورة عطر أُهديتها
لثمت عطرها
تبدل شخصي الذي في المرآة
رأيتها تضحك
مددت يدي
أبعدَتها
أدارت ظهرها ومضت
قهوتي المزينة بكفها ليست ها هنا
علمتني احتساءها بلا سكر
وبعد عراك مع الكسل
مضيتُ أجهز فنجانا واحدا
وصينية حمراء
وكأس ماء اسمها عليه
هرولت مسرعا
يليق بوحدتي التفنن
ياسمينا ونرجسا قطفت
بدأت القهوة تغلي
خمر يسكر جنبات عقلي
وعلى كرسي خشبي جلست
أغرتني فكرة التدخين
فوضعت قلمي في فمي
لكنه انتفض
أمسكته بحدة
وكومة أوراقي الفارغة أخذت
ثوبها التوتي
رسمته خاليا منها
فأين حبة التوت ذهبت
كف تخرج من ورقة
قيد أصفر من ذهب
صفعة على خد بارد
وفنجان قهوة تحطم وانكسر
وأنا ها هنا
ألملم نفسي
أدوس الياسمين
أمزق النرجس
أكسر كأس الماء
وأعود القهقرى خائفا إلى سريري
وسجني المحبب
يغمرني الغطاء
لأنام مجددا كأن شيئا لم يكن
#رحلة_قتيل
#صانع_الزفير_الأزرق
**