مروا عشرة سنين
كنت يا تونس أجمل البلدان،
و أعز وطنا وخير مكان،
و أرض علم وعدل وامان،
أرض المصانع والعمل والاتقان،
يا خضراء يا زهرة الدنيا ،
يا وطني يا موطن الياسمين و الغزلان،
وطني وطن العلم منذ زمان ،
كم وشحها التاريخ بالتيجانِ،
في غفلة في ثورة،
زحفوا على وطني الجرذان،
زحفوا على وطني كالطوفان،
زعموا المنافقين بأنهم،
قدموا لنشر الخير والاحسان،
وللحرية والديموقراطية ان الاوان ،
قدموا و معهم الطمع ،جائعين،
و حملوا معهم كتب في الأديان،
واندمج معهم زمر من المنافقين،
من التجمعين و تجارة الدين والذؤبان،
مروا عشرة سنين،
والقلب على الوطن حزين،
عانينا من حكم الملاعين،
أبكوا وطني المجرمين،
فتحوا ابوابه شجعوا المحتكرين ،
سرقوا واقتسموا المال باسم الدين ،
تبخر أمل الشعب ،
لا أنتاج ولا تصنيع ولا معين،
الاغتيلات تكررت و القتلة مختفين،
أسسوا الجمعيات لجمع الملايين،
و تببيض الأموال و التمكين،
استقطبوا الشباب ووعدوهم بالحور العين، سفروهم ،غدروا بهم ، شباب مساكين،
جوعوا الشعب الحزين،
كبلوه ورهنوه بالقروض والدين،
خربوا الاقتصاد وفلسونا في الحين،
كثر البكاء والوعيل على الوطن،
تجمع فيه التجمع و الاخوان المجانين ،
عشرية سوداء فرخة الفاسدين،
وشجعت المرتشين و المتقلبين،
وحيدت عن قصد الرجال الجادين،
عشرية لن ينساه التاريخ كثر فيها الأنين،
و سجلت تكالب المخربين،
اشتروا الذمم في كل الميادين،
تخيلوا انهم غير مغادرين،
الى ان جاء يوم الخامس والعشرين.
وانهى وجود الفاسدين.
**