صُم .... معتمدة سادسا متكاملة ..
صُمْ ففي صومٍ جُنَّةٌ وَوَقارُ
كم بذي صومٍ خُبِّئتْ أسرارُ
...
شهرُ ذكرٍ ورحمةٍ وسخاءٍ
فبِوَحيٍ أعزَّهُ الجبَّارُ
...
كلُّ فِعلٍ لهُ ثوابٌ جزيلٌ
غير صومٍ لم يُبدِهِ السَّتَّارُ
...
وتَصِحُّ الأجسامُ بعد صيامٍ
تخمةٌ زوِّدتْ بها الأضرارُ
...
فإذا ما بدا هِلالُ صيامٍ
قم بليلٍ إذا تلاشى نهارُ
...
صُم كما صامَ النَّاسُ إنّهمُ عط
شى وتجري من تحتهمْ أنهارُ
...
في جنّةِ الرَيَّانِ لا يظمأُ صا
ئمُ شهرٍ على طوًى صبَّارُ
...
تحتَ ظلٍ ظليلُهُ وارفٌ لا
شمسَ تبدو من تحتها غبارُ
...
َقدتجلّى بنورِهِ ربُّنا في
جنّةٍ حُفَّتْ حولها أزهارُ
...
كلُّ غُصنٍ يُغري بحُسنِ جمالٍ
فدنتْ من يدِ التَّقِيِّ ثمارُ
...
عُدَّ في فردوسٍ مقامٌ كريمٌ
فبهذا أخبرَ الورى المُختارُ
...
كم حديثٍ تناقلتْهُ ثِقاةٌ
قد رواهُ بمُسندٍ أحبارُ
...
في جِنَانٍ ما لم تُشاهِدْهُ عَينٌ
قبلَ أن تسري في مدًى أنوارُ
...
مُلكُهُ واسعٌ تجلّى بكونٍ
كلُّ شيءٍ فيها له مِقدارُ
...
عرشُه ثابتٌ على مَرِّ دهرٍ
أبدًا لا يبلى و لا ينهارُ
...
كُلُّهُمْ ضِمنَ فرحةٍ حين هَمُّوا
بدخولٍ من دهشةٍ يحتارُ
...
أبدٌ لا يُزيلُهُ زمنٌ فيها ـ
ولا تفنى تلكمُ الأعمارُ
...
أطربتْهمْ أنغامُ كُلِّ شجيٍّ
حينما غنَّى فوقَها هزَّارُ
...
صُم تكنْ أتقى عابدٍ فبه تس
مو نفوسٌ وترتقي أفكارُ
...
فبفضلِ الْوحيَينِ زال بها جَه
لٌ فعمّتْ سماءَنا الأنوارُ
...
باسمِ رَبٍّ سُبحانهُ عمَّ عِلمٌ
دُوِّنتْ في أرجائها أسفار
**