ماسية الاحساس
و من خلف الغيوم أطل وجه
كبدر تم في غسق الليالي
كأن حضوره صبح تفشى
بروحي من سناه أنار حالي
و حط على الجراح فكان طب
و ناب عن الطبيب بما أتى لي
ومن وشك السقوط بيأس قلبي
أقمتي تهدمي ما عدت خالي
فساكنه فؤادي صار سر
لهذا الفرح و السعد المثالي
تنام على وثير من دلال
و تصحو في حدائق للجمالي
وتمشي في خطى ظبي و تأتي
ببر مشاعري ريمي غزالي
كغضروف تميل بميل دل
كساق الخيزران من الدلالي
تناجي بالمساء. شعور قلبي
بحب سال بي عذب زلالي
و تسكنني الحداق و كل نبض
بعزف شعورها يطري وصالي
فتحمد من لقائي كل همس
وأحمد همسها جو خيالي
فيا وحي المسرة من نعيم
نزلتي تعانقي بالعشق حالي
و لي أقبلت من لمع الثنايا
بريق تبسم عبق النوالي
على وصل هنا و هناك حرف
و صوت مثل خمر باتصالي
تناغم همسه في سمع قلبي
و راقص نبضه روحي و بالي
هزمتي نساء هذا الكون كل
و نلتي عروش قلبي و المعالي
و صرت الكون في نظري وسمعي
و كل أماكني لك باحتلالي
فهب يا نسائم عشق قلبي
بنفحك واقعي و به خيالي
و زوري الليل في إيقاع أنثى
كأن حضورها شمس الجمالي
و غني إن صوتك لي مذيب
كشمع باللهيب غدا مسالي
خروجي كان نحوك من سواك
نعيم لا جحيم به انتقالي
كأن الله عوض فيك قلبي
و أرسل فيك لي حلم الكمالي
فما لي تم شئ مثل وقت
لقيتك فيه لا يغلوه غالي
فما والله فيك شعرت نقص
و لا نقص الوصال من المطالي
وجودك بي يواكب كل نبض
فلا وقت تركت لدي خالي
يطول الليل يقصر كل وقت
وجودك لي أراه فلا أبالي
و حين أود منك حضور عشق
كريح للجنوب من الشمالي
تهبي دون آبهة لشئ
و تأتي لو أشرت ألا تعالي