قلمي لاتهاجر
فماوجدتُ من الوفاءِ مايُعادلك
أتكأُ على جذعِ قلبك ..
حين يخونني المطر
حين تطغى غشاوةٌ على عينيّ
حين أغدو مرتبكة أتنفسُ مرّة وأختنق مرّات !
أتنسّمُ قارورة عطرك
فينتشرُ جيشٌ من حولي يزرعُ
قنابل النبضات في صدري
يغسلُ أحزاني ويُشعلُ الضوء
في أبواب روحي
وينثرُني على ذاكرةِ الزمن مُحارباََ
يأبى التراجعَ والهزيمة
قلمي أيها الجامح .. لاتُهاجر
لاتتركني طيفاً أبحثُ بين حروفي
فما وجدتُ من الوفاءِ مايعادلك
جميلةٌ هي الحياة ..
التي عانقتْ فيها أناملي وجودكَ
حاولتُ أن أكتبَ فيكَ كثيرا
وترنحّتْ حروفي بين السطور
ثملةٌ بين ريشتك واحساسي
قلمي أيها الجامح لاتهاجر
عُدْ لأحضانِِ لم تألفْ يوماً
إلّا مرافقتك
تتيهُ سُفني بين بحوركَ عُمراً
أحدّثُ الأمواجَ حين ألاقيكَ
لاأرى لحدودكَ حدّاً ولاأدري مراسيكَ !
رفقاً صديقي ..
مازالت الأسرار كُثر تحتاجُ
أن تبوحَ بكَ وإليكَ
أتحدثُ اليكَ وبهمساتكَ المعتادة تقترب
تذوبُ ثلوج الصمتِ في مناغاتكَ
وتتحركُ من خجلها الأقمارُ
تضيعُ في بحورك أبياتُ شعرِِ
قصائد وأبجديّات ..
وجدتُها تختلجُ بين أضلعي
عزفتُها على ايقاعِِ راعدِِ ماطر
إليكَ قلمي أُدندنُ بصمتي
باللهِ عليك لاتُهاجر
أيّها الجامح الآتي من العصورِ القديمةِ
وتملِكُ كلَّ مفاتيحِ الدُنيا
غُربتي استوطنتْ شوارعَ كفيّك
في صهيلِ ريشتك أحسستُ
بنكهةِ الحريّة
**