دهـــرٌ غــريبُ الرُّؤى يعــلو بمحتالِ
مـــرٌّ من العيـــشِ ما أرستْ قواربهُ
في معبـــرِ البـــالِ إلَّا لاحَ ترحـــالي
يرخي الهمومَ وعينُ الفجــرِ شاهقةٌ
والعمـــرُ يفنى ومـا يقــوى بأحمــالِ
غابَ الــودادُ ولـــونُ الـــزَّهرِ جارَ بهِ
نأيُ الــــرَّبيعِ بــدا من بعــــدِ إقبـالِ
والغيــمُ ماعادَ يســــتهوي بنا هطلًا
ولاســــررنا بوفــــرٍ بعـــدَ إمحــــالِ
صــاحَ الرَّجـــاءُ لذاكَ الغيمِ يســـألهُ
أين الرَّضـــا حلـــمًا يزهــــو بآمــالِ
أقسى الــــذُّنوبِ سـعاةٌ راقهمْ بلــدٌ
ألقى بها صَلَـــفٌ في غيهـــبِ الفالِ
صوتٌ عــلا وضجيجُ النَّفــسِ كبَّلها
ظلــمُ القيــــودِ وقــد نادى بإقفــالِ
ماضٍ من العثرِ لايصبو بمن جحدوا
بعضُ الحنينِ بـــرا من أصـلهِ الغالي
والحُــــرُّ لايرتـــقي للغــــدرِ يوصفهُ
عارٌ قبيـــحٌ ومــن يسعى لهُ خـــالِ
أينَ الضَّــميرُ وما للأنسِ مـــن قمـمٍ
يرقوا لها ومخـاضُ الذُّلِّ في الحالِ
فالخيـــرُ لايلـتقي بالشَّــــرِّ يؤنــسهُ
خـــونُ العهـــودِ مدىً ينبي بإشعالِ
فـــلا يروقُ لأهــلِ الخيـــرِ مؤتـمنٍ
باعَ الهــدى وحديثُ العقـــلِ بالمالِ
نبــكي الـــدُّموعَ لأحـــلامٍ تسـامرنا
كيفَ الــوصالُ شكى من كلِّ مغتالِ
في عـــزَّةٍ دُفـــنتْ والكـــلُّ ينــدبها
صمتُ الحــياءِ وقـــد أفضى بإذلالِ
وعـــذبُ أفكـــارنا للجهــلِ نرســلها
شـــكًّ يلــــــوذُ بأقــــوالٍ وأفعــــالِ