"مَطَرٌ بِلَا سَحَاب "
لِغَزَّة الجَرِيحَة
أَخِي كمّ رَمَاكْ الغِلَاظِ العِدَا
أتاكَ الغزاةُ وَكُنْتَ الفِدا
وَقَدْ أَمْطَرُوكَ بِصُبْحٍ أَلِيم
وأجزوكَ لحداً لكي ترْقَدا
وَكُنْتَ المُنَادِي أَخَاكَ المعين
طَلَبَتَ اَلْمَرْجىْ فما استرفدا
قَبِلَتَ التَّرَاضِي لنيلِ اَلسَّلَامِ
فَذَابَتْ صِحَافُكَ تَحْتَ اَلنَّدَى
فَأَيْنَ اَلْعُقُودُ وَقَدْ مَاحَكْتَكَ
لِنَيْلِ الأَمَانِيَّ وَالسُّؤُدَدَا
أَتَاكَ الهَدِيرُ يَقْضِ النِّيَام
وأطيارُ مَوْتٍ تَجُوبُ المَدَى
حملتَ الشَّهِيدَ رَفِيع اَلسَّمَاءِ
فَيَوْم الشَّهِيدِ غَدا مَوْعِدا
شَرِيدٌ يُنَادِي فصَمَّ الرَّؤُوفْ
وَطِفْلٌ جفاه رنيم الصَّدَى
وَأُمٍّ ثََكلها رثاء اَلْوَحِيد
تَرَدَّى الوليُّ وما اسْتَرشدا
فَكَمْ جَاوَرَتْنَا مُصَاب المنَايَا
مشينا الأَمَانِي فَضَاعَتْ سُدَى
كَفَاهَا لِأُمِّي حزين العيون
بياضٌ أحالَ الرُّؤَى أُسْوَدا
حصارٌ بكاها ويُبْكي الرضيعَ
وقد أودعتهُ لبؤسِ الشَّدى
فَقَد أَحجَمتنَا وَكُنَّا العَضُوض
عُهُودًا بَصمنَا لكي نَحْصدا
فَقُمْ ثُمَّ وَاسِي أَخَاكَ الجَرِيح
فَقَدْ أَثْخَنَتْهُ شَظَايَا اَلْعِدا
وَنَادِي لِدَعْمِكَ كُلَّ الشُّهُودِ
لِرَفْعِ البَقَايَا ومااسْتَحْوذا
أَخِي قَدْ حَمَاكَ الْإِلَهُ العَظِيم
فَصْلِي لغادٍ بِأَنْ يُهْتَدى
فَمَهْمَا يَصُول العَنَاءُ البَفِيضْ
جَمِيل الأَمَانِي سَتأْتِي غَدا
فَحَقّ النُّهُوض لِنَبْذِ الخِلَافِ
إِذَا غَابَ دِيمٌ فَلَنْ تُرعِدَا
فَفِي كُلِّ حَرْبٍ تَسِيل الدِّمَاء
فكمْ من برئٍ بحُضنٍ الرًّدى
وقد أثقلتنا حقودُ الدميم
وجوهٌ أتتنا بَدَتْ أرمدا
سَلكْنا سبيلاً لِنجني المَرَام
فكَيْفَ الأَمَانُ لِجَارٍ عَدَى
وما إن لَبِسْنا عَبَاء السَّلَامِ
رموها بزيفٍ وَلَنْ تُرْتَدَا
فقل للدعاةِ لخمد الضرامَ
ستمضي الجموع لها موقدا
إلهي فأنتَ الرحيم العطوف
إليكَ المآلُّ بأن تُنْجِدا
بِقَلَمِ اَلْمُسْتَشَارِ اَلثَّقَافِي