recent
أخبار ساخنة

حارس غير مألوف

حارس غير مألوف


- بابا .. هو مين الشخص اللي قاعد ورا تيتة ده ؟!
الجملة دي طلعت من عمر ابني لما شاف صورة جدتي الله يرحمها، بس الغريبة إن مكنش فيه حد غيرها في الصورة! لما سألته فين قعد يشاورلي على مكان مفيش فيه حد! وكان مصمم جدًا كإنه شايف حد فعلًا، وبيقولي كمان إنه شخص شكله مخيف ومرعب !
أخدته على قد عقله وقولتله هبقى هسأل جدو ولا أي حاجة عشان أسكته، ده كإنه شايف حد فعلًا! المهم فضولي خلاني أروح أسأل والدي وأقوله :
- عمر بيقول إنه شايف شخص قاعد ورا جدتي الله يرحمها في الصورة اللي ورتهاله ، شخص لابس عباية سودة وملامحه ك ..
حسيت بابا اتوتر فجأة وقال :
- هو قالك كده ؟! قولتله أيوه عشان يقول :
- ده خيال عيال صغيرة.. أنت هتاخد على كلامه ؟!
وغير الموضوع بسرعة ، غريبة ، للعلم عمر من صغره وهو بيقولي بشوف مش عارف ايه وكده بس بقول خيال أطفال عادي ، بس متوقعتش رد الفعل ده من بابا خالص ، ده .. كإن بابا مخبي حاجة فعلا ! المشكلة إني رغم السن ده مروحتش البلد إلا كام مرة من ساعة ما اتولدت ، مبدأتش أروح إلا على كبر، حتى عمر ولا شاف جدتي ولا هى لحقت تشوفه .
بس استغليت فرصة إننا مسافرين البلد عشان نقضي العيد هناك وكده وروحت لمرات عمي، أصلها من النوع اللي عارف كل حاجة في البلد تقريبًا، مفيش حد هيفيدني أكتر منها .
- بقولك ايه يا مرات عمي، ما تحكيلي عن جدتي شوية .
- يااه .. أقولك ايه بس يا أشرف، كانت ست كُمّل ، خدتني وربتني زي بنتها أصلها برضو تبقى زي أمي بس ..
- مقصدش كده .
- أمال تقصد ايه ؟!
- يعني .. مكنش فيه حاجة غريبة كده ولا كده ؟!
لقيتها بدأت تبلع ريقها وتقول :
- حاجة زي ايه ؟! أنت فيه حد قالك حاجة ؟!
كده يبقى فيه حاجة فعلًا، بس مرضتش ألف وادور ..
- الصراحة لأ، بس طول عمري كل ما أقول للحج يحكيلي عنها يتوه ف الكلام ويتوتر وكإنه مخبي حاجة ، وأنتي عارفة، مبنجيش البلد كتير فمنعرفش حاجة عن أي حد .
لقيتها بصت حواليها ، وزي ما توقعت ، طبعها في إنها تحكي كان عمال يلح عليها ، فبصتلي وبدأت تهمس ..
- بص .. هو الموضوع ده بيني وبينك ميطلعش بره القاعدة دي .
قولتلها ماشي وبعدها بدأت تحكي ..
- ستك من صغرها وهى .. طفلة مختلفة شوية ، هادية، مبتتكلمش كتير و دايما في حالها ، بس عرفت في يوم إنها حكت لأبوها إنها بتشوف حاجات ..
- حاجات ازاي ؟!
- اللي هم بسم الله الرحمن الرحيم وكده .
- اممم ..
- المهم لما أبوها دعبس في الحوار عرف إن بنته طفلة زهرية ..
- طفلة زهرية، يعني ايه ؟!
- ده طفل بيبقى عنده بعض المواصفات، زي حور بسيط في العين ، ولسانه فيه شق خفيف بالطول وكذا حاجة كده في بعض ، و أهمهم إنه بيشوف سكان العالم الأخر ، في أقاويل بقى إن الطفل ده من عالم الجن ومش عارفة ايه بس كل ده مكنش يهم أبوها، اللي همه ساعتها إن أهل البلد كلهم عرفوا !
- طب وايه المشكلة ؟!
- ايه المشكلة ؟! دي نصيبة .. احنا قاعدين في الصعيد ، يعني مقابر الفراعنة ياما ، وعشان المقابر دي تتفتح .. لازم دم من طفل زهري ، عشان يفكوا الرصد من عليها ، ده اللي كان معروف ساعتها ، وطبعا بقى يجي لأبوها كل كام يوم كذا واحد عايزين يفتحوا مقابر ، بس أبوها كان بيرفض ، لحد ما الموضوع وصل لتهد .. يدات وأبوها عرف إنه مش هيعيشلها طول العمر فقرر يتصرف ..
- وعمل ايه ؟!
- راح لواحد من الشيوخ اللي مكنوش شيوخ، قاله يشوفله حل ، يخلي بنته زي أي عيلة ولا يعمل أي حاجة ، بس الراجل قاله دي هبة ميقدرش يعمل فيها حاجة بس فيه حل ، قاله يدله عليه ، فقاله الجن بيحب دم الطفل الزهري ، وعن طريق دمها هيحضرلها جن حارس ، واسمه " حارس " هيفضل مرافقها طول العمر في سبيل إنها كل فترة تديله قطرات من دمها ، بيقولوا بيديله قوة جبارة! بس كان فيه شرط .
- ايه هو ؟!
- إنها تكون كملت ال سبع سنين، واستنى فعلا لحد ما كملتهم .
- وأبوها عمل كده ؟!
- أيوه .. كان مضطر من خوفه عليها ، وفعلا من بعد الموضوع ده وهى اللي كان بيقربلها كان .. كان بيموت موتة بشعة ، مرة اتنين خطفوها عشان يفتحوا مقبرة ، بيقولك لقوا الاتنين دول تاني يوم جثة واحد فيهم مشوهة من كل حتة وعلى وشه معالم فزع ، والتاني متبقاش منه غير أعضاء ، كل عضو في حتة .
- للدرجادي !
- أيوه .. ده في مرة كان فيه طار بين عيلة ابوها وعيلة أبو غفار ، وبيقولوا وهم قاعدين في بيت عيلة أبو غفار ، كانوا عايزين يغدروا ب أبوها اللي كان رايح قاصد خير ، مع إن ده مش من أصل الصعايدة ف .. البيت ولع بيهم ، كلهم ، محدش خرج منه سليم إلا أبوها والرجلين اللي كانوا معاه ، ومن ساعتها ومحدش بقى يقدر يقربلها ، ولا يقرب لحد من عيلتها ، لكن مدام مش ناوي أذى مكنش بيحصله حاجة .
- دي حكاية ولا في الأفلام ! طب و موت جدتي كان حارس ده ليه علاقة بيه ؟!
مرات عمي سكتت شوية وبعدين قالت :
- ستك في أخر أيامها كانوا بيشوفوها وهى بتكلم نفسها ، كانت بتفضل تقول " هيموتني ، خلاص مبقاش محتاجلي ، هيخلص مني ! " لحد ما .. ما دخلنا عليها في يوم ، الله الحفيظ لقيناها مبرقة في السقف و السر الإلهي طلع ، بس مرضيناش نعرف حد باللي شوفناه .
سمعت القصة من مرات وفضلت يومين أفكر في الأحداث اللي ميصدقهاش عقل دي ، وقولت أكيد تخاريف ولا حاجة، أصله مش كلام مقنع أبدًا ، ده حتى وأنا سايق العربية ومروحين كان لسه الموضوع في دماغي ..
- بابا بابا .. عايز أقولك على حاجة .
صوت عمر كل شوية كان يقطع حبل أفكاري وأنا أسكته ، عشان السبب ده أولًا والسبب التاني إن الساعة عدت ١٢ بليل وأنا شايف الطريق بالعافية ، لحد ما لقينا فرع شجر كبير في نص الطريق ، مهي ناقصة ، نزلت من العربية عشان أشيله ، وفجأة سمعت صوت شد أجزاء ١ ، ٢ .. ٥ أسلحة !
بصيت حواليا لقيت خمس رجالة ، خمس رجالة شكلهم لا يبشر بالخير ، تلاتة منهم فضلوا مثبتني واتنين راحوا جابوا عمر ومراتي وبنتي ملك الصغيرة من العربية ، طبعا كلهم فضلوا يصوتوا وأنا بدأت أقول وأنا مرعوب عليهم ..
- شوفوا عايزين ايه وانا هديهلكم !
فضلوا يضحكوا بطريقة مستفزة لحد ما سمعت صوت ، صوت موبايلي بيرن ، الموبايل عمر كان مخبيه في جيبه ، هو ذكي طول عمره ! لقيته فتحه بسرعة و لسه هيصرخ فيه بس واحد من الرجالة حط إيده على بوقه ، عمر في الهزة دي فتح الاسبيكر بالغلط ، عشان أسمع صوت مرات عمي اللي كانت بتقول :
- مش عارفة يا أشرف حسيت إني عايزه أقولك ده ليه بس أنا افتكرت حاجة ، أبو جدتك لما كان عند الشيخ ده قاله إن حارس ممتد مع نسلها ، بس انت وابوك أثبتوا عكس ده الحمد لله ، المقلق في الموضوع إن الكلام اللي ستك قالته قبل ما تودع كان من سبع سنين بالظبط ، زي النهاردة ، اليوم اللي اتولد فيه عمر .. ابنك .
ايه ! سمعت صوت صرخة راجل من الخمسة ، اللي كان ماسك عمر ، عشان يسيبه فجأة لسبب مش معلوم ، وبعد صوت صرخته حصل صمت غريب ، صمت بعدها الخمس رجالة بدأوا يسيبونا ويرجعوا لورا ، كإنهم شايفين حاجة قدامهم ، عشان فجأة إيد الراجل اللي كان ماسك عمر تتشال من مكانها ويظهر مكانها نافورة دم ! عشان يمسك مكانها ويفضل يصرخ ، جسمنا اتصلب من الخضة !
ورغم الضلمة اللي في المكان بدأنا نشوف أشلاء بتطير ، و دم ، صرخات الألم بتاعتهم كانت ممرعبة ! رؤوس بتطير ، دم في كل حتة ! جرينا ع العربية بعد ما شيلت فرع الشجر في وسط المجزرة اللي بتحصل وطيرنا بيها .
بصيت لعمر وأنا .. أول مرة أركز في الحور اللي في عينه ، وابص للسانه اللي فعلا فيه خط طولي يكاد يكون باين ! بصيتله وأنا شايف ايده متعورة وبحاول أكدب اللي شوفته واتكلم وكإن مفيش حاجة حصلت وقولتله :
- همعوروك وهم بيشدوك ؟!
شاورلي براسه وهو بينفي ده فسألته أمال ايه اللي عورك عشان يقولي :
- منا ده اللي كنت عايز أقولهولك من شوية ، هو اللي قالي كده ، قالي إنه صايم بقاله ٧ سنين ، ومستني اللحظة دي .
- ههو مين ؟!
- الشخص اللي شوفته مع تيتة في الصورة ، حارس !
google-playkhamsatmostaqltradent