تجنب الأخطاء
يبقى الكشفُ عن الكونِ وأسرارهِ شغلُ الإنسانِ الشاغل ، لا مفرَّ منهُ .
وإن اكتشافَ ثقافةِ الشعوب والأمم المعاصرة لابدَّ منهُ ، والتعامل معها في هذا الزمن
الذي حدثَ فيه تشابكُ الثقافاتِ المختلفة بعضها مع بعض ،
وماحدثَ الآن هو أوسعُ وأعلمُ من ذلك ، وبشكلٍ سريع ومذهل .
وإن التلاقي والاندماج في ثقافةٍ كونيّة حركةُ تفاعلٍ بنوعٍ جديد وشكلٍ جديد .
ولكن أينَ دورُ الشبابِ في بناءِ المجتمعاتِ اليوم ؟
إنّ شبابَنا العربيّ نراهُ يعزفُ عن المشاركةِ في قضايا المجتمع ، والابتعاد عن النشاط السياسي والاجتماعي ، وهذا مايدلُ منذ أمدٍ طويل على استبعادِ دورِ الشباب ، وعزلِهم عن الحياة السياسية سواء في المدرسة أو الجامعة وعدم ممارسة الديمقراطية إلاّ بشكلٍ محدد .
وما على الشباب اليوم إلاّ التوجهُ بحثآ عن الحقائق التي يمكن أن يجدها عند الآخرين
وليس بتزويرِ الإعلام لها .
وإن دلَّ ذلكَ على شيءٍ فهو يدلُ على فقدانِ الثقة في الثقافةِ ، والقائمونَ عليها مرجحٌ لهم السقوط تحتَ تأثيرِ أي أعلامٍ معادٍ لهُ ولوطنهِ وتراثهِ الثقافي والحضاري .
والخطأُ كلّ الخطأ أن نستبعدَ الشبابَ في عالمنا عن المشاركةِ الكاملة في إدارة شؤون الحياة ورسم مستقبله .
إنّ في هذا العصر التقني عصر التغير لا يبقى بأيدي الآباء شيءٌ يقدمونه للأبناء ،
لأن معارفهم لا تتلائم مع العالم الجديد .
إنّ معظمَ الآباءِ اليومَ لا يملكونَ معظم الردِ على أسئلةِ أبنائهم ،
حتى يجبُ التمهلُ في التحدثِ مع أبنائهم عن ماذا يفعلون وماذا لا يفعلون .
وما على الآباءِ إلاّ تجنبُ الأخطاءِ والالتجاء إلى الحوارِ الذي هو أفضلُ طريق اليوم لتوجيه الأبناء .