إرحل عني قليلاً
ارحل عني قليلا
دربان ,
لا ثالث لهما
درب تختاره بنفسك
لنفسك
و درب يختاره لك غيرك لك
فرت الألوان من عيني
لا أرى غير سواد ليل طويل
أو بياض كفن كئيب
الموت
أنت لست سيدي
أعلم أنك تطاردني
أعلم علم الحكيم
ببواطن الأنين
أنك في نهاية هذا النفق اللعين
انتظرني
لدي نفس أطول مما تتصور
لا زالت حروب بيننا
سنخوضها سويا
لا زال مداد قلبي يسيل
كلما اشتعلت الصور
لا زال الماء و لو شحيحا
يجري بنهر روحي
فارحل عني قليلا
و اترك آثار نعليك
على سديم صحرائي
لأذكرك قليلا أو كثيرا
و انتش بفتوحاتك العديدة
إنا لا نرغب فيك
إلا قليلا
شئت / بفتح التاء / و لم أشأ
لا زالت سمائي تمطر قليلا
أو كثيرا
فابتعد عني قليلا
تصيبني دهشة كبيرة
حين أحلق بحرفي بعيدا
بعيدا
و الموت يأتيني
من كل جهات القلب
لكنه لا يبلغ روحي
فهي دائما محلقة في سماء
لا زال الموت يجهلها
قليلا أو كثيرا
و الحزن يذرو رماده
على سماء حروفي
و يحنو على صوري
كأم فقدت صغيرها للتو
مشتعلا بالضجر
منتعلا ريح الصحاري
متدثرا بالهزائم عينها
أخطو باتجاه وحدتي
و نسيح في لهيب الروح كثيرا
**
بقلم الشاعر / إدريس سراج