الحُلُم
عندما اختفى الحُلُم
لِهُنَيهة من الوقت !
ماذا حصل ؟
تداعت واهتزَّت الأفكار الكَونية
مادت الأرض
وانقسَمَت الى قسمين
قسمٌ تناثر كالحُبيبات
على مدرج الوجودية
وقسمٌ تعلَّقَ بِشُهُبِ القمر
وأهداب الشمس
تقوقَعَ الإنسان في قُمقُم الزمن
يشكو من اليأس والإنهزام
وأقفلَت عليه الأعوام أبواب
الليل والنهار
كنتُ الوحيدة مَن حافظ على الحُلم ،
خبَّأتهُ بين أجنحة العقل والقلب
حلَّقتُ به الى ما فوق الأزرق
ووضعته في مكان آمنٍ
من لصوص الفِكر ،
وأعطيته الأمان
من ثباتي بالإيمان .
ثم عُدتُ الى عالم الوَهم
لأرى ما أصاب عالمي الوَهمي .
وجدتُ الإنسان يفتش عن ذاته
يبحث عن الحُلُم.
كيف أضاع أجمل أمل في الوجود ؟
ثم !!
عاد كل شيء وكأنّ رؤيا ظهرت
واختفت لِتُعلِمني أنَّ البشرية
لا تستمر كينونتها
من غير الحُلُم.
لأنّه الأمل بحدّ ذاته
والإنسان يعيش على أمل الغد
يتجدد باستمرار أنفاسه
ما بين الليل والفجر
ما بين الصباح والأصيل!
نظرتُ الى العُلى في أجمل حلُمَ
رأيتُ الفضاء يتماوج في فضائه
الأرض تهتز لكنها لا تقع
القمر يزهو بنوره يقتبسهُ
من ذهبيات الشمس.
ومعلَّقات الأفلاك والنجوم
لا تبرح مكانها
لا تتزحزح الا حسب طبيعتها
والإنسان هناك في وِهاد الأيام
يتأرجح بين الحقيقة والأحلام
**