أَنتُمْ - و - أنا !!
في هذا الصباح لَمَّا ارتفَعَت
الشمس، وذاب خيال الليل
وراء السواد الدامس،
اقتربَتْ مني أفكاري
وعانقَتْ لِساني الهامِس!
قلتُ لكُم:
أنتُمْ تشبهون الجذور
فَ - ابقوا بُسَطاء كالجذور
استَقوا من ينابيع
الأرض الخيِّرة!
مِن العِظاتِ والحِكَمٍْ
مِن عِبرَةِ الأرض وعطائها!
لا تكونوا عُراة أمام الناس
بل كونوا مُتلحِّفين الخجل
وعلى رؤوسِكُم إكليل
المجد والكرامة،،
لِتولَدَ في ذواتِكُم
أبداً القوة والصرامة!
إنْ كُنتُم واهُون ،، فأنتُم أقوياء
بالعزم والإنفة كالشجرة السامقة
الجبَّارة تُناطحُ السحاب
ولا تهاب الأمطار
ولا تقلُّبات ِ ضبابِها!
أنتم يا أحبتي لستُم سوى نواة
وجذور بين الحياة والسماء،
فكونوا نوراً لأبنائكم
لأنّ اليوم الصالح سيأتي
وستنحني له الورود على الروابي
وفي البساتين ،، وينعتِقُ المُقيَّد
من سلاسل العبودية ..
ما أجمل الجذور حين تُعانق
العُمق بإرتقائها وعطائها،
وما أجملها عندما تضمُّ
أغصانها غداً مُرتفعة
الى أعماق الأبدية،،!!
و - أنا كالربيع الدائم
أشعرُ أني أولَدُ مع كل عَزفَةِ
ريح في الفصول الأربعة !
أشعُر أني حِكمة بالغة
تستيقظُ مع الفجر
والوحيد الذي يُدرِكُ ربيعي
هو الذي يتناغم
مع جذور حروفي
تحت ثلج أيامِهِ .. لِيشُمَّ
ثانيةً رحيق الأزاهر
في نيسان عُمري !
سوف تسمو كلماتي وتعلو
الى ذُروَةٍ تتناثر على بيادر
نجوم الأحلام ،، !
وأنتُم ستفتحون ايديكُم
لتمتلئ من رحيق الحروف ،
ثم تغفو المعاني في روضٍ
أبيضٍ تحلمون
معها بِغدٍ ناصع كما تحلمُ
الياسمينة البيضاء بِربيعٍ
مُزهرٍ بديع!!
**