recent
أخبار ساخنة

حدائق الياسمين

الحجم
محتويات المقال

 حدائق الياسمين


جاءت بأمسيتي حسناء كالقمر
فانزاح كل ظلام الليل لا أثر
و ما تبقى بعيني من ملامحه
ذاب السواد و كل الهم والضجر
أنيقة الدل في إقبالها قدمت
الى شعوري كما الأنغام بالوتر
فقلت ما اسمك قالت ماتحب به
أكون كنت فسمي دونما حذر
فقلت ما اسمك قالت ما تود به
أكون كنت بإسم الدل يختصر
فقلت ما اسمك ريم أم مها فلها
دلائل الشبه في عينيك بالحور
قالت به الورد أسمي من فصائله
و الياسمين عبيري نفحه العطر
فقلت حسنك حسن كيف نرسمه
فلما نرى قبل هذا الحسن بالبشر
قالت بحرفك صفني إن سمحت به
وصف دقيق فقلت الحرف يعتذر
فكلما منك أدنيه أنثنى وجل
و الحبر يخجل والأقلام و السطر
قالت مباح بأوصافي تخيلها
و إن قولك في ذوقي هو العطر
فقلت عينيك قالت مابها فلها
بقول شعرك ما يهوى له النظر
فقلت سحر بها لو أنها رمشت
أذابت الصخر من تصويبه البصر
و أيسر الخد شمس في التفاتته
وأيمن الخد في تصويره قمر
و بسمة الثغر وجه للربيع إذا
تفتحت كزهور لونها نٓضٍرُ
أما الثنايا إذا شفتيك ضاحكة
كعقد لول و ماس لامع الدرر
والشعر إن سال ليل حاك ظلمته
من الظفائر في بدو وفي حضر
والجيد جيد غزال المسك لفتته
في كل متجه كالباز بالحذر
والصدر واحات تفاح فواكهه
و برتقال و رمان جنا وفر
إذا مشيتٍ بدا بحر بعاصفة
تماوج الصدر بين الريح و المطر
و الخيزران كقد في تمايله
مع النسيم إذاما هب في سحر
و إيطل الظبي فخذ في توقفه
و الساق ساق أصيل الخيل والمهر
كأنما الحسن في هذا الجمال له
كل المقاييس للقراء ينتقر
معالم فيه تبدو في تميزها
أركان حسن إليها يلجأ البشر
هذا اختصار جمال فيك ألحظه
بوصفه قطرة من بحره الوفر
لا تحتويه لغات الأرض قاطبه
و لا على بيضها الأوراق ينحصر
**

بقلم الشاعر / أحمد الشرفي

google-playkhamsatmostaqltradent