حسناء الحُلُم واليقظة!
قال لي:
حُلمُكِ باطل وفارغ
استيقظي من اللاشيء
ضمِّدي نزيف القلب
وألم الروح !
قلتُ له:
أنا حسناءٌ ترقص
كل ليلة للقمر!
ألمِسُ بِيديّ آلاف النجمات
أضعها في شَعري
يُكلِّلُها الندى.
على جنبات ظهري نبت ألف
جناح من وردٍ وريحان !
ها أنا أمشي بين الفصول
أُحادثُ الشتاء تحت الثلج
والمطر ولا أشعر
بِقشعريرة البَرد .
أُحاكي الربيع أضمُّ
غزليات لياليه
أُباركُ حدائق أزاهره.
أُداعب نسيم الصيف
حين يمرَّ قُرب رموشي
أُدغدغ خدود السماء
بِلفحةِ عِطري .
أُلامِسُ كأس الدهور
من كروم الثمار
ولذَّة نبيذ الخريف المُعتَّق.
وهناك فصل خامس لا يعرفه
إلا مَن تنشََق رائحة الضباب
عند انبلاج الفجر الأول.
لا يشعر به إلا
حسناء الحُلُم واليقظة.
إنها تسير دائماً وعيناها في
النجوم وحُلمُها ان تكون
عروساً للشمس ،، للنور ،،
وروحها نغمٌ مُجنَّحٌ في
فضاء اللامحدود.
ها هو فِكري أُرسِلهُ في الريح
لِيوقِظ غفلة الوديان النائمة
على تنهُّدات الحياة .
ها هي عيناي تنسج من عالمٍ
فارغٍ الاَ من الحياة قميصاً من
جواهر نجمِ جامحٍ هاربٍ
من بين الأنوار طوَتهُ الأحلام
في صمتي وصُراخي.
أنا حسناء الحُلُم واليقظة
فاحلَم يا قلبي لِيتحقق الحُلُم
ولو بعد حين .
**