إحمِ الشغافَ
يانابضاً في حنايا القلب صداحُ
متى بربَّكَ هذا القلب يرتاحُ
الحبُّ وَصْبٌ إذا هفَّت نسائمهُ
يرمي الغمام وما جافته أتراحُ
كم كنتُ أُخفي عن العذال أكتمه
لكنَّه اللَمْع في الأحداق فضَّاحُُ
ألا ترى فكتيم العشق يذبحني
والناس كلُّهمُ في العشق قد باحوا
سهدٌ وليلٌ وأشجانٌ تحاصرني
وغدقُ شوقٍ جرى بالوجد يجتاحُ
رفقاً بقلبي لكم باحت منابره
إذ صاح يشدو وغنَّى الوصف مدَّاحُ
هل من دواءٍ لتشفى الروح من سقمٍ
ذاب الحشا ودرير العين ندَّاحُ
بات الحنين وفي الأعماق مسكنه
يجول طَيِّ وملَّت منه أرواحُ
قد زار ليلي ولن يرتدَّ عن حلمي
يقضُّ نومي وبالأصباح لوَّاحُ
يأتي ويذهب كالأيام يقهرني
وضجَّ سمعي وفي الأحشاء صيَّاحُ
فيض الفؤاد وقد صاحت غرائزه
من فرط شوق وقد ناداك نوُّاحُ
بين الجوانح قد غاليتَ في وجعٍ
أما دَرَيتَ بأنَّ الحبَ سفَّاحُ
شغلتَ وجدي فداني في تقربهِ
واخْلصْ لودٍ فلا يلهيكَ سيَّاحُ
إقْطُنْ بقلبي فإنَّ الحب شاغرهُ
واحْمِ الشغافَ فقد ترميه أقْراحُ
هبَّ النسيم عليل الروح رقَّتهُ
أريجه المسك ، آتاني منكَ فوَّاحُ
هام الرهيفُ بما حوَّقتَ من فِتَنٍ
داري الفتون فإنَّ الرمشَ ذبَّاحُ
لو كنت أدري بأن الحبَّ يقتلني
لما رغبت على الأبواب مفتاحُ
إرحم عزيزأ رماه الحب في محنٍ.
وفاض يشكي ولم تأتيهُ أفراحُ
شغاف سوريانا
**