لأنّ أمي لا تعرف القراءة والكتابة، وجعلت مني كاتبة.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي لا تفهم ما أكتبه، وفي كل مرّة أقرأ لها نصاً، تصفق لي، وتقول للجارات: ابنتي شاعرة، تعالي، قولي ما تقولينه لي من شعرٍ. فأضحك، وأصلّح لها: يا أمي، أنا لست بشاعرة، ولا أعرف شيئاً عن الشّعر.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي كانت تعمل في البيوت؛ لأجل أن تسدّ معدتنا، ولأن الكثير رفضني لأجل عمل والدتي.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي تقليديّة، وقالت لي: لا تكوني مثلي، تحرري، ابحثي عن حريتك، لا تقبلي أن تكوني جسداً فقط، كوني روحا، أرجوكِ.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي امرأة بيضاء مثل الثلج، أكاد أجزم أنّ الإله انبهر بهذا الجمال الذي صنعه.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي قدّمت لي إخوتي، وجعلتني أماً عزباء لهم.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي تخدمُ والدي المقعد، وأفنت حياتها دون تذمر من هذه الحياة.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي مسكينة، تحبّ الأزياء والرّقص، ولم تكن مثل نساء المدينة تعيش في الأسواق، وتفرح لأجل وردة واحدة.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي تحبّ الحياة وضحكتها أجمل شيء خلقه الله، إنّها حياتي.. أنا أحبّها.
لأنّ أمي هي أمي، وإن تمنيت أماً أخرى في أي حياة، ستكون هي.. أنا أحبّها.
**