لماذا كبرت
يا أيها العمر
كيف ثقلت مع السنين
و كهلتْ
الجرح
و لم تنتظرني كي أعيد
لهذا العمر صيغة
البقاء
كنتُ سأرتب ترتيب هزائمي
و أستلم أمام ظلي
المكسور
لما إستعجلت بمهانة
ذاكرتي
و أرهقتَ دروب الحياة
من أمامي
هل أكملتَ سيرة الوجع
حيث الوغى
أم أنك مازلت تلهو
بضعفي
بماذا كنتَ تحلم
حينما
كسرتني بباب الليل
يا لهذا الأرق يا أيها
العمر
لماذا كبرت
لماذا لم تخبرني بوقت
اللقاء
بأنكَ ستحمل نعشي المتعب
بدرب الموت
في البحر تهتُ خلف سفر
الراحلين
ثم عدتُ بملح الوجع
من الأعماق
أهزي بخيبتي و أعزي بذاتي
المقتول
بلغ ذاك الجرح بإنكساري
علم الحجارة صرختي و
ناري
دون بصمت الليالي
دمعة إعتذاري
فأنا متكأ على جدار
الألم
كي لا أسقطُ على أمام
الحاقدين
يحملني الزمان لداره في
دهشة العناء
بكل الدروب كانت لكَ
اليأس قدراً
ورائي كان جدارٌ
قاسي
و من أمامي جدراني الساقطة
تنثر الغبار
يا أيها الوعد إلى أين تأخذني
بهذا الظلام
و لم يعد لي وعدٌ هنا
لأستريح
فأنا و الغراب نلهو معاً
كل واحدٍ منا يطعن
الآخر
فهو يقتلني كلما سنحت
له الفرصة
و أنا أعود من الموت كلما
دغدغني وجعُ الغياب
لأكمل بنص القصيدة
ما كنتُ أجهله
بسيرة السنين من وجع
الحياة
لماذا كبرت يا أيها
العمر
و تركتني أحمل عنك ما يكفيني
من ألمٍ و حسرة
هل التقيت بمن كان يشبهك
بالجنون
أم وحدك جلستَ بحضن
الشيطان
و صليتَ على جنازة
جثمانك
دون أن تكتب وصيتك
للقاتل العابر
لماذا كبرت يا أيها
العمر
ف علمتني أن أتوجع بمر
الوقت
و لا أموت بآخر القصيدة
**