أطلقتُ حرفي أحيّ الغيدَ بالشّعرِ
تمنّعَ الحبرُ أن يجري على ورقٍ
و أنتِ فوقَ جمال الوصف بالحبرِ
إنّي رأيتُ هلالاً يعتليه دجى
و حمرة الشفقِ الممزوج بالسّكرِ
مزقتُ كلّ كراريسي التي حجبتْ
عني حقيقة ثغر باح بالعطرِ
و إنّ عطرَك مخبوءٌ بخابية
مفتاحها كلمٌ و الحكمُ للثغرِ
عيناك من نرجسٍ والرمشُ تاجهما
والورد يضفي على الخدين بالجمر
كأنها هالةٌ حفّ الجمال بها
فأشرقت سَحَراَ في ليلة القدر
وتمسحُ الدمعَ في دلٍّ وفي ولهٍ
فيستحيلُ حبيباتٍ من الدرّ
يا طيب مبسمها يا حسنَ طلعتها
لمّا علا وجهها فيضٌ من السحر
الزهر عانَقها والنور داعَبَها
فأشرقَت وتبدّت لجة النحر
راحت تداعبُ خيطاً من جدائلها
تٌثنيه كي تسترَ الأنوارَ في الصدر
هذا الجمالُ وقد جاد الوفاء به
من الجِنان ولا يَفنى مع الشكر
ومن رآها تمنّى أن يَفوزَ بها
لو ناله العُسرُ في أوصاله يجري
ما ضرّها أن هوى الصياد يتبعها
فقد تسامَت عن الأوصاف والشعر
الكبرياءُ رداءٌ لا يفارِقُها
وللشموخ ترانيمٌ بها تسري
رقائق الوجد تجنى من منابتها
جنيَ السعادةِ في ثوبٍ من الكِبر
**