وأنا أطل على أمس جديد
أتوعد الغد بأنني سأكون غيري
أطالبه بالانتظار
انتظار قدومي كشخص مختلف
شخص قاس صلب كصخر
لكنه لا يستمع
يعاندني صارخا
سأنتظرك كأنت لا أحد سواك
ثوانٍ دقائقَ أو حتى دهراً بساعات
ستكون أنت
وأنا ها هنا
سألملم بقايا لك محطمة
سأدون هزائمك الكثيرة
وأرسم ابتسامة انتصارات
حتى وإن قلت
لكنني
سأعلقها فوق نجمة في السماء
وأسميها أسماءً تحبها
سأطلقُ عليها
عودَ النعناع
أو
حبةَ توت
ولربما ديسمبريةَ الشتاء
وبالنسبةِ لك:
ستعود
تجري مسرعاً
عيناكَ تتسمرُ على لوحاتي المعلقة
ستمرُ بهزائمك كأنْ لم تكن
وتقفُ على أعتابِ الانتصار
لتبكي فرحاً
أنْ ها أنا قد انتصرتُ مجدداً
تعانقني وتنهالُ علي بالقبل
فلا أنا أمنعك
ولا أنتَ تتوقفُ وتشبع
والآن:
دقت ساعة الحقيقة
لم أنم أمس
ولن أفعلها اليوم
هكذا تبدو حياتي
أما سواد عيناي فغدا محببا
لم أعد أهتم إن بقي أو اختفى
وذاك الفتى بلال
مستمر بخوض معاركه
يُهزم مراتٍ
لينتصرَ مرة
ويبقى كما هو
فالأصل غلابٌ لا يتغير
وبينَ أوراقي وقلمي
وسترتي السوداء
غفوتُ مجددا
بانتظار الساعة العاشرة
لا مفر
سيأتي الغد
وينتصر الزمن
أبقى كما أنا عصياً على النسيان.
**