recent
أخبار ساخنة

رعشة الغياب * للشاعر / مصطفى محمد كبار

الحجم
محتويات المقال

 رعشة الغياب






كم اشتقت
اليك
منذ متى كان
موعدنا
هل تتذكر أول
القبلة
على خديك تركتُ
ذكرى البداية
فكيف كان وجه و ملامح
الغياب
حينما رسى الدمع بخيبته
و نام
و مازلتُ بنفس الإحساس
و الشعور
بلحظة الهزيمة أنسى
مولد جرحي
فأحلم أن يأخذني
الليل لذاك اليوم
عندما أحضنتك بشدة
قبل أن نفترق
كم اشتقت اليك
و أشتاق
التبغ و كأس الخمر لا
تساعداني على النسيان
أجول
بكل ليلة بغرفتك
و أبكي
أتفقد بصورة الأوجاع
كل أشيائك
ملابسك شراسفك المعلقة
وراء الباب
و حقائبك و دفاترك و أثر
عطرك
و كل أشيائك المبعثرة
حتى وسادة نومك
برائحتك
أفتش عن أي تفصيل صغير
تذكرني بك
فكلما أقتربت منك
قليلا
أحيا كالغيم الطائر
الضاحك
و كلما أبتعدتَ عني
متُ أكثر بوجع
الفراق
هكذا أنا بغيابك لا أملكُ
إلا كأبة الاشياء
حزن ذكرياتك بصورها
المبتسمة
و شوق الحنين الذي
يسقطني
كجدارٍ أساسه كان
من وهم السراب
و أنت
ألم تشتاق لي يا أيها
الحجر
ألم تحن و لو كذباً
أم صرتَ بدرب الرحيل
قدراً
يحملني ألماً حيناً في
الشتات
و حيناً يصنع لحلمي ألف
تابوت
فأبكي كلما جأني الإشتياق
مهزوماً برغبته الفاحشة
يا حزن
خذي من هذا الجسد الهش
نصيبك من تعبٍ
و اهدم بوجعك كل تفاصيل
البقاء
خذ مني كل هذا الهواء
المر
و دعني لوحدي
لوحدي كما كنت حين
نشئت بأولى قصص
الحب
فلا مكان ههنا للنسيان
فالموت أرحم من بقاء
حيٌ مقتول
لكن المقبرة نسته بطريق
العذاب
ليموت أكثر بين سواد
الرماد
هل هو هذا الجحيمُ
من عبوديتي
لأسكنها مراراً بلغة
الضياع
الضياع كم هو مرٌ خلف
الراحلين
الهاربين من ضوء الشمس
للظلام الأحلام
فلا ينقصني من حقيبة الموت
إلا الدفن
فإذا رأتني متُ ورائك
قهراً
تذكر أول قبلة رسمت
درب موتي
فهذا القلب من بعد
الخذلان
لم يعد ينبض الا بالأموات
القدامى
منذ رحيلك و أنا أدفن
قصيدة تلوى الأخرى
علني أجد مخرجاً لهذا
البؤس الطويل
و الفكرة لا تنتهي بكتابة
قصيدة واحدة ميؤوسة
الترتيب
لكنها بنص هذه القصيدة
يبدو إنها كذلك
أصبحت مقتولة بشدة
بفكرة شاعرٍ مهزوم
بسيرة الندامة
**

للشاعر / مصطفى محمد كبار

google-playkhamsatmostaqltradent