المحمدية !!!!!
مسراهُ مغداهُ يا سعدَيهِ مُغتَسَلُ
ينسى على مرفأِ الأوهامِ لوعَتَهُ
ويستكينُ إلى دفءِ السنا الوَجِلُ
يا ليلُ . ياشوقُ . يا أصداءَ راحلتي
كم هامَ حرفي ومعراجُ الهوى عَجِلُ
نوارس الحرف من شطآن قافيتي
في رحلة الوجدِ بالمعصومِ ما نزلوا
طفلٌ يتيمٌ أضاءَ الكونَ مولدهُ
بَرٌّ صفيٌّ بهِ قد أُمَّت الرسلُ
هو الجمالُ الذي تُغني مداركُهُ
يخضَرُّ بوحي وعينُ الشعرِتكتحلُ
يمشي على الأرضِ عفواً لا انتهاءَ لهُ
لكي تَأَلَّقَ في أرجائها حُلَلُ
لملم جراحكَ يا مسرى القصيدِ فقد
أغنى الترحلُ في عينيهِ والنُزُلُ
وخُذْ قطوفَ المنى مِنْ طرحِ أخيلتي
لألاءةً هطلتْ في السطرِ تنهملُ
من زمزم الذكر أو من بلسم الولهِ
كل الجراحِ التي عانيت تندملُ
حسبي من الوجدِ قنديلٌ يرافقني
في سكةِ العمرِ حتى ينتهي الأجلُ
حسبي من الحبِّ محرابٌ ألوذُ بهِ
إنْ خانني القولُ أو إنْ قصَّرَ العملُ
_ اللهَ يا حبكَ المبعوثُ في لغتي
فيك الجمالُ وحرفُ الشاعرِ المُقلَُ
للهِ دَرُّكَ يا مَنْ أثمرتْ أُمَماً
كفاكَ لمَّا أتاها السهلُ والجبلُ
إليكَ أسعى همومُ الأرضِ تعصفُ بي
والزيفُ والحزنُ والأنواءُ والعِللُ
ناداكَ صوتٌ من الأعماقِ مبعثهُ
خذني لحبٍّ به الإيمانُ يكتملُ
خذني إلى النورِ ليلُ العاشقين غفا
وخطوةُ الوجدِ لم يعصفْ بها كللُ
هناك في ضخرةٍ بالغارِ نرجسةٌ
أهدى لها الخُلدَ حبٌّ كاملٌ أزلُ
خيطان من وَهَنٍ عُشٌّ وهادِلةٌ
والصحبُ روحٌ إلى الإيمانِ ترتحلُ
هنا على الأُفْقِ آمالٌ تسِحُّ دماً
والدهرُ جفنٌ على الآلام ينسدلُ
وحمَّلتني جراحُ الأرضِ أسئلةً
ماذا جنى الثأرُ والأهواءُ والنِحَلُ
يا سيدَ النورِ ما للنورِ يلفظنا
وكلُّ مَجْدٍ على أصحابهِ طللُ
أعيا الفلاسفةَ الأفذاذَ سفسطةٌ
في عتمةِ الدربِ وانهارتْ بهم حيلُ
وأَسكنتهمْ حبالُ الشكِّ أزمنةً
عجفاءَ يأكلُ من أحشائها الجدلُ
كلُّ المقاصدِ يا ذا النورِ زائفةٌ
إلا سبيلكَ لا ضيمٌ ولا خللُ
يا رحمةَ اللهِ للدنيا بأكملها
إني ببابكَ مَنْ ضلَّتْ به السبلُ
فامددْ ذراعكَ للمكلومِِ تحملهُ
إنَّ المُصابَ على ما يجتبي جللُ
وطُفْ سحاباً غصونُ الشعرِ يابسةٌ
يخضوضرُ الآن في أياميَ القَحِلُ
إني أحبكَ للآفاقِ أبعثها
حباً به الحزنُ والآلامُ تُختَزَلُ
صلَّتْ عليك وطافتْ بالهوى زمراً
كلُّ الحروفِ التي يشدو بها الزَجِلُ
**