دونَ عتبِِ أو شرارة شوق
دونَ لومِِ أو ثورة هواجس
أسريتُ بقلبي إلى أقبيةِ الذكريات
ماعدتُ أُشبهُ نفسي
ماعادتْ تلكَ النبضات المجنونة
تتمايل بدهشتها الراقصة في صدري
لم أعد أُصغي لبريقِ النجمات
ولم أعد أُشعل مفرداتي بهمسِِ
يتطايرُ مع الريح
لقد استفاقتْ عواصف المللِ
باتَ كلّ شيءِِ ينبض بصقيعِ اليأس !
دون عتب أوشرارة شوق ..
خلعتْ خواطري نعليها ومشت حافيةََ
على متونِ الضوء وبوح ناي حزين
سمعتُ صدى ارتطام صوتي المرتجف
على صدر المسافات
أسرجتُ ضفائري بقسوة أوقدتْ حَيرتي
وأشعلتْ حرائق سهري
أخبرني كيف اختفى الربيع في جيوبِ
معاطفِ الشتاء
وكيف مكثت هواجسي في الرُكن القريب
من قعرِ الألم
كنتُ مُتيقنةََ من هطولكَ كغيمةِِ حُبلى بالماء
تستحمُّ في هجيرِ الليل
لوكان لي علمٌ بالكواكب والرؤى ..
لاعتصرتُ الذكريات وعتّقتها نبيذاََ
ولتجوّلتُ في ضواحي الصمت لأعانق
سراب النور
وأمكثُ في الركن المُضيء من روحي
وأدخّر الهموم في بساتينِ الزيتون بعينيّ !
دون عتب أوشرارة شوق
لملمتُ بقايا الأشياء وهربتُ من تفاصيل الزمن
وقبعتُ خلف نافذتي أثرثر لفنجان قهوتي
أنصتُ لقلبي الصامت يُناشدُ السراب
كمعبدِِ مهجور ..........