عتمة القبر
وفي ركاب الصمت غدوت ممددا
و على جنبي في الحلك بِتُّ أرقدُ
وحولي احباب وخلان قد تجندوا
وكلٌ مسارعٌ بي إلى حيث أُلحَدُ
وعلى جدثي وقف واعظ متحدثٌ
يُذَكِّرُ بما يؤول اليه المرء ويجدُ
ونعال قومي صار يتخافث وقعها
فمن ذا يسامرني بشوشا او يكمدُ؟
وتملكني من الخوف ألف منازع
رحماك اليك روحي يا ربِّ تصعدُ
قد غار حولي وزلاتي تجمعت
واليوم ما كسبت يداي انا احصدُ
وكل ما شغل الفؤاد والعقل مآله
بِحُكْمِ من بيده الأمور تُحَلُّ وتُعقدُ
و وددت لو ان لي فانوسا مشرقا
وأن المصابيح كلها في قبري توقدُ
قد كنت دوما من الظلام مستنفرا
فمن يا تراه يضيء قبري ويعهدُ؟
ومن يخرق صمتا طويلا قاتلا
يحاكم صخبي في الدنيا ويبددُ؟
ويا رب ان كان محياي مؤقت
فمنه زادي ربِّ في الممات يشهدُ
تَقَبَّل من إلى ملكوت عفوك سابق
ومن فيها الى لقياك حتما مُوعَدُ
وكل ما جاء به اللسان مجاهرا
إلى ميزان قضاءك لا ريب يُسندُ.
**