أمسِ الْتقَيْـنَا والسَّحابُ هَطُولُ
أصبحتُ أمشِي نحوَ قصرِكِ سيِّدًا
وأمامَ بابِـكِ حاجبٌ وسُـدولُ
لامسْتُ كفَّـيْها ، فكنتُ كأنَّـني
بينَ الغديرِ وشاطئَـيْهِ رسُولُ
قدْ أشرقَتْ بينَ الرّياضِ فحسنُها
مِـنْ كلِ أغصانِ الرّياضِ خجُـولُ
شهِدتْ غصونُ الأيْكِ أجملَ دُرّةٍ
الشمسُ تأوِي عندَهـا وتميلُ
وشمَـمْتُ منها الشَّعـرَ حينَ ضممْتُها
ولثمْتُ مِنها الثّغـرَ وهْـوَ هدِيلُ
ورشَفْتُ حينَ رَشَفتُ خمرةَ ريقِها
فإذا أنَا في العاشقِينَ ( جَميلُ )
وسمعْتُ رنَّـةَ حَلْـيِها فإذا أنَا
روضٌ عليهِ مِنَ النّدَى إكلِـيلُ
ووقفتُ ؛ في عَينيَّ منها صورةٌ
وعلَى يَدِي مِنْ خَـصرِها قِندِيلُ
قالتْ : كفَى يا أنتَ ،أتعبَ خافِقِي
أنْ ليسَ مِنْ هذا العِناقِ سبيلُ
نثرتْ ضفائِرَها علَى وجهي ، فلا
أنَا شاعرٌ حُـرٌّ ، ، ، ولا مغلُـولُ
عانقتُـها ألْـفًا وكَـانَ ألَـذَّ مِـنْ
كأسِ النّدَامَى ثغرُها المعسولُ
ما كنتُ أدري هل ستغفـرُ جُرأتي
أمْ إنَّ صمتَ العاشِقاتِ قَـبُولُ ؟
وكأنّها ـ خوفَ الرقيبِ ـ قتيلةٌ
وكأنّني ـ خوفَ الوَداعِ ـ قتيلُ
قاسمْتُها أنفاسَها ، وسكوتَها
والصّابرونَ علَى العِناقِ قليلُ
الآنَ أخشَى الموتَ بعدَ غيابِها
لكنَّ صَبرِي فِي هوَاىَ جميلُ
**