الــــدَّهشةُ الأولـــى
ولـي فـي دفءِ عينيــها مـلاذٌ
يُجيـــرُ المبتلي مــن أيِّ خوفِ
بريـــــقٌ لاذعٌ يهفـــــو بقـــلبي
يسـلِّمُ للهـــوى آهـاتِ حـــرفي
وبالنَّظــراتِ تجـــرحني عيونٌ
وبعـــضُ الحبِّ مايُخفي بنزفِ
بهــاءُ الــرِّمشِ ترصـــدهُ الليالي
ويبـقى الآهُ والألطـــافُ وصفي
جـدائلُ شَعْـرها تمضي بســحرٍ
تزيحُ العتــمَ عـن أسـوارِ طيفي
فيدنــو العشـــقُ يلفحني تبـاعًا
كـوقـــعِ الغيـثِ أنْ يأتي بصيفِ
صـــريعُ جمـــالها والــودُّ يرجـو
وللحســنِ اشتكى قد قال يكفي
بغصبِ الـوجــدِ يسألني طريقي
عـــنِ الأحــلامِ والآفــاقِ تـخفي
عـنِ العشَّاقِ كـمْ أحصــوا همومًا
وكـمْ عبروا وبحرُ الشَّوقِ يضفي
أغـــضُّ الدَّهشــةَ الأولى بعــــذرٍ
وخلْـداتُ الهـــوى تحتاجُ طوفي
فــأمشي الليـلَ أسـتجدي نهاري
بخـــوفِ الملتقى يــدنو بـــزيفِ
وأمضـي للبـريقِ بسـيلِ نشـــوى
كنجـــمٍ شـاردٍ مـن بعـــدِ خسـفِ
جمـــالُ الـــرُّوحِ يختبرُ احتمـالي
حكيــــمٌ غاصَ في أسرارِ ضعفي
وأقـحمُ للعـــــذابِ عــزيزَ صدري
ينـــامُ عـلى الضُّـلوعِ بكــلِّ لطـفِ
فيــأبى المبتغى والــــدَّربُ وهـمٌ
بهـولِ الـــوقعِ قــد يسـمو بعطـفِ
فأصـــرخُ بالمدى والعـــزمُ يهوي
بـــلا أفـــقٍ بــلا قلــــبٍ وسيــفِ
**
للشاعر : خيرات حمزة إبراهيم