هجر في المهجر
َبوح قد شاخ على المرسى
ويغيب الصمت ولاننسى
والبحر ضباب دخان.
والشاطئ حقا يأخذنا
فالعزف جميل وحزين
واللحن جنون الكتمان
ويبوح الموج ليخبرنا
كم نهوى فالبعد تمادى
والشوق خطير كالبركان.
ألحان الحب قوافينا
فالحب نعيم وكبير
وحرام قهر الإنسان.
نحلم بالدار عسى فيها
مازالت ذكرى باقية..
أطلال الظل لغصن البان.
عودي يا دنيا أحلاما
فالطيف وليل يشجينا
والقلب لوصل ولهان
أملا لو نصغي يا املا
زمن لو نرجع يازمنا
عند العشرين بلحن أمان.
لنعيش جميل حكايتنا
نهر والبدر طفولتنا
والصبح نسيما..الوان.
فالليل رفيق تزاحمنا
والدرب يصيغ توحدنا
والسهد مقيم في الأجفان.
مهلا.. بل عذرا كم قاس
هجر في الغربة موعدنا
أين العهد ووعد جنان؟
يا سائل عنا.. لا تسأل أطلال رؤى
عن لحن الناي عن الشطآن
وطن كم صرت بعيدا
ابدا ما ضاعت ذاكرة
اسم.. عنوان في كل زمان
مازلت جميلا كم تنأى
كم انت بعيد فقريبا
انت الحامي والسلطان
ياناسي مجدا.. فلتسأل
من أهدى للكون شموسا
لحنا بل أحلى الألحان.
لكن لم تصغ قصائدنا
ضاعت أشجان نوادينا
ضاع الأسم كذا العنوان.
مهلا يا غائب عن وطن
لا تنسى كم كان عظيما
يحيي ماخط النسيان
تمضي الأيام كما تهوى
تنأى الأوطان ولاتنسى
تبقى في نبض الشريان.
عشق في القلب يناديها
صمت بالحزن يناجيها
بلدي يا أحلى الأحزان.
هلا تصغي؟ ومتى نأتي؟
عادت للذكرى أوطان
من في ذكراها الغفران.
بلدي بالعز ننادي
حال في الغربة اوجاع
الآن الآن وقبل الآن.
قل لي.. مازلت عزيزا؟
تروي أصداء حكايتنا
عاد الفارس للميدان؟ .
ليعيد جميل أغانينا
وجمال البدر بوادينا
فيعود الكون بلا طوفان.
واشتاق الصمت ولم تأت
وتهاوى النجم ولم تأت
هل عشنا حلم اليقضان؟
والتف البوح بكل ندي
محتارا يسأل عن ماذا؟
هل يسأل صمت الجدران؟ .
هل يسأل عزف سوارينا؟
من كانت تلغي الاعصار
ودمع الآه بلحن أمان.
كم تهوى الريح مراكبنا
الواح كانت تسعفنا
والموج عنيد والسفان.
ياقدرا...والظلم تمادى
والحلم أسيرا حيرانا
فلتأتي من رحم رهان.
تهدي قنديل توحدنا
تلغي اتعاب تفرقنا
توقظ أنوار الايمان
وتعيد المجد وماضينا
فالعمر يمر ولا ندري
كم مجدا كان وما كان
الماضي عاش ليسعدنا
فعلام الجهل يفرقنا؟
وإلام الفجر بلا أيذان؟
**