سَلِيْ النَّاسَ عَنِّيْ
سَلِيْ عَنْ فِعَالِيْ فِيْ وُقُوْعِ النَّوَائِبِ
وَلا تَعْجَبِيْنِيْ عِنْدَ ضَرْبَةِ قَاضِبِ
سَلِيْ النَّاسَ عَنِّيْ الآنَ يا ابْنَةَ مَالِكٍ
فَقَدْ شَابَ شَعْرِيْ وَاسْتَطَالَتْ مَصَائِبِيْ
أَلا فَاذْكُرِيْنِيْ عِنْدَ كُلِّ مُصِيْبَةٍ
فَخَيْرُ فِعَالٍ أَنْ تَكُوْنِيْ بِجَانِبِيْ
إِذَا الخَيْلُ صَالَتْ فِيْ الحِمَىْ وَكَأَنَّهَا
مَوَاكِبُ تُلْقَىْ فِيْ وُجُوْهِ الكَتَائِبِ
وَقَدْ كُنْتُ فِيْمَا أَبْتَغِيْهِ بِقُرْبِكُمْ
بِلَيْلَةِ أُنْسٍ بِالوِصَالِ فَقَارِبِيْ
سَلا الشَّوْقُ نَفْسِيْ يا نُمَيْرَةُ فَارْفِقِيْ
فَلا تُبْعِدِيْنِيْ كَابْتِعَادِ الكَوَاكِبِ
فَأَسْفَرْتُ عَمَّا يَدَّعُوْنَ بِأَنَّنِيّ
رَضِيْتُ وَأَرْضَىْ بَعْدَ كُلِّ التَّجَارُبِ
فَقَدْ كُنْتُ أَشْقَىْ مَنْ يَكُوْنَ بِحُبِّكُمْ
فَيَا سُوْءَ حَالِيْ بِابْتِعَادِ المَنَاكِبِ
وَإِنِّيْ أُقَاسِيْ البَيْنَ مِنْكِ وَإِنَّنِيْ
لَعَمْرِيْ مِنَ الأَيَّامِ لَسْتُ بِكَاسِبِ
عَجِبْتُ وَحَظِّيْ أَنْ أَكُوْنَ بِحُبِّكُمْ
كَيُوْسُفَ يُلْقَىْ فِيْ قُعُوْرِ الغَيَاهِبِ
إِلى اللٓهِ أَشْكُوْ مَا أَزِيْدُ صَبَابَةً
رَهِيْنَةَ شَوْقٍ وْاضْطِرَابٍ عَجَائِبِ
فَمَا حِيْلَةُ المُشْتَاقِ أَلْقَىْ سِلاحَهُ؟
إِذَا اسْتَسْلَمَ المَغْلُوْبُ طَوْعَاً لِغَالِبِ
**