يا إله النفوس الضائعة !
مالت كآبتي غفتْ في تفكير بعيد
بقيتُ أنا أفكِّرُ بأنشودةِ وجودٍ
بالمحبة تُنير !
لما شعرتُ بِولادة مسرَّتي
وابتسامتي ناديتُ عالمي قائلة:
تعالوا ! أنظروا ! وافهموا واتّعِظوا
كيف المحبة تجعل مسرَّتي
تضحك وتُقهقه
أمام نور الحق ودفء الشمس!
وبعد قليل من الوقت
رأيتُ وجوه العامة تنظر اليّ
نظرات الإستفهام
وكأنّ الكآبة في عيونهم
تسخر من نبض أملي !
لم أر سوى قلبي
يرتعش أمام الهواء وينادي :
أيها الإنسان الضعيف
ايها القوم الضائع في السراب
كُنْ كالجذور مُلتصقاً بالتُراب
متمتِّعاً بِأسرارها!
كُنْ كالملائكة في أرجاء السماء
تستنير من وهج نقائها!
يا إله النفوس الضائعة
أيها القادر العلّي الحكيم
يا إله السماء والأرض
وكل ما يدور في هذا الوجود !
البشرية مُشوَّشة
والبحر مضطرب
ينوح من فيض ملح الدموع!
العالم ضائع بين هنيهات الواقع
بين دقائق وأرقام وغرائب
وموازين غير مستقرة !
ضائع بين أنظمة يملؤها المكر
والإحتيال والشر المُخيف!
لا تُفرِغوا كؤوس الآمال من أحلامكم!
دعوا النِظام يديره عقلٌ مُدبِّر سديد!
دعوا الفِكر يحبلُ بالعزيمة والدقة!
تصوّروا غاية
تأمّلوا عناية المسرَّة
واحكموا بِعدل السماء.
كوكبٌ جميل نحيا عليه وهو يتمزّق من شرذمة الضلال والفساد!
ونحن ضائعون تائهون هائمون.
نفسي تسأل وتبتهل؟!!!
لِمَ الحال هكذا هنا على كوكَبِ الإنسانية؟
يا إله النفوس الضائعة !
اسقِنا من كأس اكسير الآلهة!!!!
أيها الإنسان تَرنَّمْ
بِأشعة الشمس كلما بزغ نهارك!
أشعتُها ذهبية !!
اِصنَع منها جناحين من نور
وطِر بين الكواكب والنجوم!
وعندما تصعد الى فضائك
أُنظُر الى جحيم الواقع واقبِضْ
على سحابة الحياة واهمِسْ
في سمَعِ كل إنسان:
إنَّ الله كمالي ومحَجتي !!
وأنا ابنكَ ولَدتَني بالمحبة
والرأفة والحنان !!
معاً نسير الى آخر الأيام !
**