recent
أخبار ساخنة

اعتدت غيابك * للشاعر / عماد شناتي

الحجم
محتويات المقال

 اعتدت غيابك



حتى بات يؤرقني حضورك

اعتدت أن أراك.في جوف الليل

عند انطفاء النور في عيون السهر

وألامس شفاهك الوردية 

من جمر سيجارتي

لأرسم.حبك بالدخان المنبعث من فوهة صدري

أنفث الشوق .....

على رذاذ المطر العالق على رموشي

و أغرس أحرف اسمك 

على وجنتي القاحلتين

بعد أن جفت ينابيع أحداقي

أداعبك بلطف 

بكلمات أبت إلا أن تكون لك

قليل من الزمن 

كان كافياً لتملئي قلبي حباً

ولحظة....من جحود ونكران

كانت كافية لقتلي ألف مرة

اعتدت غيابك.....

حتى أصبحت أناملي 

آثاراً كأعمدة تدمر 

ولساني مجرد صحراء جرداء

لا ينطق إلا كلمات من رمال

تحركها رياح آهاتي .... كيف تشاء

ثم إنك اعتقدتِ جازمة 

أنك تستطيعين نسياني

لكنك أخطأت.....

فحبي ليس قابلاً للنسيان

عيناي الذابلتين 

كوردة أرهقها الخريف

غير قابلة للنسيان

بصمات قبلاتي على شفاهك التواقة

غير قابلة للنسيان

وبعض صور 

معلقة على جدران ذاك الكوخ 

الذي رسمته بخيالات عشقك

وبنيته بكل ما أوتيت من شعر بحبك

وسقفته بسعف الوجد

على طرف بحيرة من دموعي 

عند غيابك....

غير قابلة للنسيان

اعتدت غيابك....

لكنك اعتدت ألحان قهوتي 

كل صباح في الشتاء والصيف

على شرفة الأماني

في فنجان الذاكرة 

الذي أخطأت العرافة بقرائته 

اعتدت على دخان سيكارتي

الذي كان يكتب اسمك داخل قلب 

اعتدت....رائحة الزهور

كل الزهور التي غرستها في بساتين حروفي

وسقيتها من أنهار هيامي وولهي

اعتدت غيابك...

كما اعتادت نبضاتي الموت كل يوم

على وسادتي...

فارحلي حيث تريدين

عانقي من تشائين

سأكون أنا وعيوني 

وشفاهي وأقلامي

بينك وبين أحضانك

بين قلبك والشريان

بين دماغك وعقلك

اعتدت في غيابك 

أن أكذب أني اعتدت غيابك

فأنا لم أزال تحت حكم هواك

وروحي أسيرة عيونك...

و إني أحبك 

وأبقى أحبك

**

للشاعر / عماد شناتي

google-playkhamsatmostaqltradent