أشعر هنا والآن
أنني لا أستطيع أن أكون عاديا
وتلك الغرابة التي تلتحفني مذ قطعت سرتي
لا تقوى على عناقي
لا تقوى على فراقي
أنا هنا لا شيئ جميل
أنا هنا كأنني أمضي تأشيرات لنوارس تصطف لتلقيح إجباري
عيادتي البيطريه
كل الحيوانات التي عالجتها
أحس أنني مجرد نقطة على هوامش تجنيد إجباري
لا أعرف أحدا بهاته الغرابة إلا أنا
فهل تسمح الضرورة الكونية أن تتشكل فسيفسائي ولو لمرة
وأعدها بأن أمسح دموع الأنبياء ونسافر معا في القطار
أشعر أنني جسم يبارز روحه كل ما استطاع
يسل غمد الجراح العميقه
يمسح بتلات الزهرات الرقيقه
يحاور الرذاذ على أفق بييزنطي الهوى
طيف يحب الإتجاهات الممنوعة أنا
ولا أحتاج لسلم كي أبلغ زجاجة عطر الشمس
وحيد على صهوة زمهرير يشرح سيادة أعصابي
وآيات تصطف على خدود الجمر تنتظر بعثة الموتى للغبار
غريب أنا وأحمق
أحلب من خصر الجلاميد قسوة
أستوحي غرابتي من سكون المستنقعات والبحيرات
وبعض رهبان معبد تركوا ما لهم وما عليهم لشلة الصغار
صمتي الآن هو محاولتي الأخيره
لإثبات ما كنت أتكلم أمس
فاسمعوني في صمت
وتمعنوا في مقاييس رسم ملامحي
أنا أسلمتها لخرائط تمردت عليها التلال ذات درس
ولا أظن أنها سترجع فارغة التجاعيد
أو أنها ستشتري بعض الغموض من القناع
**
للشاعر / خالد فريطاس