recent
أخبار ساخنة

في حضنكِ سيدتي

الحجم
محتويات المقال

 في حضنكِ سيدتي




وتسألينني عن عمري؟
عمري يا سيدتي من عمر المشاعرْ.
كهلاً أكون في دقيقة، وفي أخرى شاعرْ.
وتسألينني عن عمري؟
عمري بعمر وردةٍ تداعب فراشات الصبح،
تلهو في رقصةِ شمسٍ،
ترقص كالهنود الحمر بين نارٍ وهشيم.
عمري عمر قمرٍ يهدهد جبينَ البحرِ،
يلامس خدودَ اللُّجَجِ،
يغرغر بتلاته بالمطر،
ويحلم بغَمرِ السديم.
أتسألينني عن عمري؟
عمري من عمر عينيك.
مقلةٌ في الريح ترفرف،
ومقلةٌ في القلبِ تقيمْ.
ما ذنبي لو جرجرتُ في غيابك لهاثَ وحدتي؟
ما ذنبي لو رنّ رقمك في أذني،
فأحالني صوتك إلى مرتبةِ زعيم؟
عدمٌ، بعمرِ مومياءٍ أنا،
وولادةٌ تُحْيي القلبَ وهو رميمْ.
وتسألينني عن عمري؟
سلي التراب الذي في قلبي،
يغدو أمامك سجادةً حمراءَ،
سلي السنابل كيف تحني لكِ رأسها
في مراسيم تكريم.
وتسألينني عن عمري؟
وهل للجنِّة يا سيدتي عمرٌ؟
أو هناك عمرٌ للجحيم؟
هي ذي أعمارنا، لا بدوران الأرض حول شمسها،
بل بما يكتنزه القلب من وفاءٍ، وصبرٍ، وحبٍ عظيمْ.
وتسألينني عن عمري؟
عن عمري لا تسأليني.
أنا الكونُ كله في زمنِ تكّة،
وأنا في التكّةِ ما بعد التكّةِ يتيمْ.
خذيني إلى الموتِ لا تتركيني،
ففي حضنك سيدتي،
يصير الموتَ نعيم.
**

للشاعر : / ربيع دهام


google-playkhamsatmostaqltradent