لا تطيلي الوقوف
لا تطيلي الوقوف تحت سياجي
لن تري فيه للتواء محلا
ضل مسراك في الظلام فعودي
واحذري فيه ثانيا أن يضل
ذاك مأوى في تخوم الفياقي
طلل واجما عليك أطلا
قد تخليت عن زماني فيه
وهو بي عن زمانه قد تخلى
لن تري من خلاله غير خفا
فشعاع يكاد في الليل يبلى
وخيال مستغرق في ذهول
بات يرعى ذباله المضمحلا
إبرحي بهوه الكئيب فما
فيه لعينيك بهجة تتجلى
قد نزلت العشى فيه قفر
جفته الحياة ماء وظلا
كان هذا المكان روضا نضيرا
جر فيه الربيع بالأمس ذيلا
كان فيه زهرا فعاد هشيما
كان فيه طيرا ولكن تولى
فأسلمي من شقائه ودعيه
وحده يصحب السكون المملا
واطرقي غير بابه إن روحي
أحكمت دونه رتاجا وقفلا
أتركيني في وحشتي ودعيني
في مكاني بوحدتي مستقلا .
**