recent
أخبار ساخنة

عيد بدون أبي

عيد بدون أبي ...


الرابعة فجراً ، الثامن والعشرون من يونيو، نسماتُ الأضحى المبارك تلتحفُ خدَّ الفجرِ حمرةً بعودته الرابعة .
لكن أين أبي ...؟؟

يوقفني سؤالي ، تصلُبني الإجابةُ ، تتجمدُ الدقائقُ في عقاربِ ساعتنا المنزلية لبرهةٍ !!! استريحُ من التفكيرِ القاتلِ ، أُحضّرُّ نفسي للقاءهِ ، أفتشُ في قرصِ الشمسِ عن أساور ذهبيةٍ ارتديها مع تلكَ الملابسِ مخمليّةَ الصنعِ ، كابتسامةِ أبي منسيةَ القياسِ ، كعيدِ أمي .
أُحملُ نفسي فرحةَ اللقاءِ بوالدي فتتساقطُ أصابعي على الورقِ ، أتخبّطُ على سطورٍ لا جدرانَ فيها ، لكنها زرعت بالحبّقِ ، تتعطّرُ اللغةُ ، تهيءُ نفسها للوصفِ ، تضعُ طلاءَ الأظافرِ المعتّقَ على أحرفها وأحمر الشفاه على قوافيها مثل لصة مبتدئة المهنة . تتوهُ على أرصفةِ البحورِ ، فكيفَ لرجلٍ مثلُ أبي أن يوصفَ ، و أيُّ بابٍ من أبوابِ المحاسنِ ستطرق لتبدأَ ، فحتى الأحرفُ بدأت بتقديسِ الموتِ أكثر من أي شيءٍ أخرَ عندَ رحيلِ من كان يحصدُها زنبقاً ونرجساً في أحاديثهِ ..
باشتياقِ الحالمِ وامتصاصِ الخيالِ من بؤرةِ العدمِ بذاكَ الوجهِ المبتسمِ وحاجبيه المعقودين وعينيه العسليتين ، آراهُ ..
يضعُ القلمُ أقدامهُ خطوةً تلو الأخرى مهرولا للعناق .
آبتاه كيف حالك ياابي تتآرجح يداه مثل ناقوسٍ بصدى دونَ رنين .
أبنتي أستيقظي من أجل الإيمان ،من أجل سنديانة منزلنا، ومستقبل البقية .
استيقظي من أجلِ أن يُزهرَ اسمي في الحياةِ الأرضية وأؤمن لك مكانا مقدساً في حياةِ الآخرة .
اكملي الأعياد كنفحةٍ ربانيٍةٍ تغفو على ابتسامةِ والدتكِ ، وعيونِ إخواتكِ المؤنساتِ .
حلقي بعيدا عن الايّام الجارحة ، فأنا بوجودكن هنا أترعرعُ بجنانِ الإله ، ابرقوا احموا انفسكم بدروعٍ فلسفيةٍ ، وارتدوا قدراً من الحكمة ، فثمة عمل طيب يفصل مابين الجنة والنار..
تترتفعُ اصواتُ الجيرانِ ، تخرجُ روحي من بياض ورقةٍ ، افتحُ عيني ، أشعرُ بصقيعِ دموعِ والدتي التي تواري بيديها الزجاجيتين ملامحَ الهجران .. سنكمل باسمك ياوالدي مثل شمس انتصرت على كثافةِ سحب
.... في جنانِ الخلد ياوالدي الطيب

بقلم / غيداء راضي صبح

google-playkhamsatmostaqltradent